الحكومة منحتنا الحرية بحذر .. فهل نقابلها بالتباعد والألتزام ..؟؟
بقلم الدكتور فايز أبو حميدان
العمل عن بعد، التعليم عن بعد، العلاقات الاجتماعية عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، عدم المقدرة على الذهاب الى المساجد والكنائس وعدم التمتع لبضع الساعات في أحد المطاعم وضع استمر لستة أسابيع هناك من تعود عليه وهناك من ضجر ولحماية اقتصادنا وأماكن عملنا كان لا بد من البدء التدريجي في دفع عجلة الإنتاج الى الأمام.
فبعد ان انقلبت حياتنا راساً على عقب بدأنا في استعادة الحرية في التحرك والتسوق والتمتع ببعض المأكولات التي اختفت بعض الوقت.
بعد اعلان امر الدفاع الحادي عشر بدأ التخفيف التدريجي للحظر ولمدة محدودة من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساءً وسمح باستعمال المركبات مما جعل الحياة أكثر ديناميكية وسهولة. ولكن كل هذا بشروط واضحة لان الحظر مازال قائما وفي حال عدم الالتزام او انتشار الوباء مرة أخرى -لا قدر الله - فستعود الأمور الى المربع الأول فحذاري من عدم الالتزام والا....
فهذه التعليمات تعتبر قوانين في خلال امر الدفاع.
نحن لسنا البلد الوحيد الذي بدأ في الانفتاح فهناك دول أخرى ذات اقتصادات عملاقة تخطو نفس الخطوات كما هو الحال في الصين، أمريكا، المانيا وبعض الدول الأخرى والتي لم تستطيع تحمل ما يسمى Shut down لمدة أطول وذلك لفقدان الملايين من أبنائها أماكن عملهم او بسبب خطورة انهيار مؤسساتهم الصناعية ، فعدد العاطلين عن العمل في أمريكا تخطى 30 مليون شخص وهذا اعلى من العدد اثناء ازمة الكساد الكبير 1929.
المطلوب هو زيادة عدد الفحوصات المسحية وانخفاض عدد الحالات المصابة وعدد الوفيات ووصول درجة العدوى Reproduction Rate Ro الى اقل من واحد ولمدة زمنية لا تقل عن 14 يوم، هنا تكون الأمور تحت السيطرة هذا هو الخط الأحمر. المطلوب من المواطن هو عدم التهاون او الاستهتار وعليه الالتزام بالتعليمات الصحية والوقائية والتي أهمها التباعد الاجتماعي والجسدي وارتداء الكمامات والقفازات وعدم مخالطة المصابين والتفاعل السريع عند الشعور بالأعراض المعروفة لدى الجميع وهي ارتفاع درجة الحرارة والسعال الجاف وفقدان الشهية وحاسة التذوق واوجاع الراس والبطن والمفاصل والتعب العام.
كما يجب اتباع التعليمات في الحد من مخالطة اعداد كبيرة من الناس في أماكن التجمعات المغلقة كالأفراح والاتراح والولائم. وسيتم تحديد أعداد الناس الذين سيزورون المساجد والكنائس ودور السنيما واعداد الجالسين على طاولات المطاعم والمسافة المقررة بين الطاولات .........الخ.
الدولة تعي اننا لا نستطيع العيش مدة طويلة في الحجر الصحي ولكن تخفيف الإجراءات يتطلب اخذ الحيطة والحذر لإنجاح ما تم إنجازه. وللعدل علينا ذكر أصوات الذين ينادون بعدم التخفيف من الإجراءات خوفاً من موجة وباء ثانية بل وثالثة والتي ستكون الأكثر قوة