فى انتظار المشهد القادم ؟
د.حازم قشوع
لم تستطع صناديق الانتخابات الاسرائيلية ولا الارادة الشعبية هناك، ولا قرارات المحاكم الجزائية فى تل ابيب
ولا حتى المؤسسات الدستورية فى الكنيست، من الحيلولة دون وصول نتنياهو الى سد الرئاسة، وبات واضحا ان نفوذ ترامب، فى المشهد السياسي الاسرائيلي اقوى من كل ذكرت، وان المشروع الذي تم تعميده للحل في المنطقة وقضيتها المركزية والذي بات يعرف بمشروع كوشنير - نتياهو، بات قيد التنفيذ.
وهو الخبر السياسي الذي يدخل للمنطقة دون مبتدأ استئذان، كان تنتظر ان يدخل من باب الشرعية الدولية
التي غابت هي الاخرى ولم تستطع هيئاتها العتيدة ولا مرجعياتها القانونية من حماية مقرراتها، التي كنا نأمل
ان تحمل مقدمات تحفظ ماء وجه للأطراف السياسية الداخلة والمتداخلة على الأقل من على أرضية مشاركة
مع الدول الراعية بحيث لا يقف الجميع في خانة الفرض والإملاء على اقل تقدير.
ان الفرضيات التي كانت تؤخذ من باب الهواجس بات في ظل هذه الأجواء التي تنتظر تطبيقها باعتبارها حقائق لا بد من التعاطي معها في القريب العاجل لاسيما ولقد حزمت تل ابيب كامل امتعتها بشكيل حكومة وحدة يشارك فيها الكل الاسرائيلى دون الطرف العربي من المعادلة السياسية، حيث توافقت جميع هذه القوى على ارضية سياسية تقوم على ضم الضفة الغربية بما فيها حدود الغور الى السيادة الاسرائيلية، بهذا تسيطر اسرائيل على كل فلسطين التاريخية وتنهي مسألة حل الدولتين والحلم الفلسطيني بإقامة دولة وفق القرارات الاممية.
وهذا ما يجعل المنطقة تعيش من جديد فى دوامة البحث عن خلاص للمشاكل المستعصية، ولربما تقود المنطقة الى دوامة مشوبة بحالات من العنف، الامر الذي سيبدد كل فرصة كانت متوفرة امام تحقيق سلام إقليمي كان يأمل
منه تعزيز مناخات التنمية الاقليمية بكل روافدها، وتعظيم جوانب المشاركة لترتقي من الطور الامني الى طبيعة علاقات على المستوى الرسمي وعلى الصعيد الشعبي.
من هنا تأتي محاذير كشف ظهر الشعب الفلسطيني دون اسناد او روافع يستند عليها انه قد يؤدى استكانة الشعب الفلسطيني لما هو قادم وهذا ان حدث، فان نظريه الاحتواء الاقليمي ستسقط بظلالها على المنطقة برمتها، وهذا ما يجعل اسرائيل بنفوذها تسيطر على المنطقة سياسيا وحتى استراتيجيا، وذلك ضمن اطار سياسي ناظم، وستعيد عند اذن مسالة تشكيل ادواتها من على ارضية عمل تقوم على المدن ولا تقوم على الانظمة.
وهذا ما يشير، اننا على ابواب اغلاق الستارة على المشهد الحالي فى انتظار عملية تبديل ديكورات مسرح الاحداث ليتم من بعدها فتح الستارة من جديد على المشهد القادم والذي يبدو ان المنطقة لن تدخله بحلتها بدل سيدخل عليها المشهد القادم بساتر يستر ما تبقى منها. حمى الله الاردن ليبقى منيعا، وعزيزا بعزة أهله وثابتا بثبات قيادته