د. أبو حميدان .. موجة كورونا الثانية ستكون أصعب على الأردنيين إلا إذا ...

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم الدكتور فايز أبو حميدان
يجب ان يبقى الانتباه دائم ومستمر ما حدث في محافظة المفرق مخيب للآمال وزاد معرفتنا بضرورة عدم الاستهانة بالتعليمات الصحية من الحكومة فهذه الانتكاسة ستعيد كثير من الأمور الى الخلف.

ان مسألة إعادة الحجر المنزلي وإيقاف عجلة الإنتاج وفرض حظر التجوال مرةً أخرى سيكون له أثر نفسي وصحي سيئ للغاية على نفوسنا فإعادة إغلاق المؤسسات الصناعية والتجارية والخدماتية سيؤدي الى مئات الالاف من العاطلين عن العمل الى جانب عشرات المليارات من الخسائر الاقتصادية كما ان ازدياد عدد الإصابات بشكل سريع وارهاق النظام الصحي والكوادر الطبية سيكون معضلة حقيقية للوضع الصحي في بلدنا وسيكون له تداعيات مالية غير متوقعة.

لقد سارت الأمور في بلادنا بشكل جيد حتى الان فعدد الإصابات والوفيات ضئيل للغاية والأمور مسيطر عليها الى حدٍ ما وآمالنا كبيرة مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة سيتحسين الوضع أكثر كما ان الخبرات المكتسبة على الصعيد الصحي وتفهم المواطن للإجراءات وتمرس وزيادة عدد العاملين في لجان تقصي الوباء ولجان متابعة الوباء والتنسيق المثالي مع الجهات الأمنية سيكون له أثر إيجابي ومريح للمركز الوطني للأمن وإدارة الازمات. 

إذا لماذا ستكون الموجة الجديدة أكثر صعوبة؟
هذا يعود الى ان الموجة الأولى كانت تقتصر على أماكن محددة وقليلة وإمكانية الحجر بها سهلة وتتبع الحالات ممكن، اما الموجة الجديدة فسوف تكون في أماكن متعددة وتتبع الحالات سيكون أكثر صعوبة ولا تتوفر لدينا كوادر كافية للقيام بهذه الوظائف إضافة الى ان عدد اسرة العناية الحثيثة غير كافية لاستقبال الحالات الصعبة إذا وصلنا الى الذروة المعتادة في بعض الدول. 

كما ان نسبة العدوى Reproduction Rate Ro  لن تساعد كثيراً حتى لو انها كانت بين 1 الى 1.3 لان العدد الإجمالي للحالات مرتفع والعودة بهذا الرقم الى0.5  حتى صفر سيحتاج عدة اشهر. 

ما يجب ان يعرفه المواطن الأردني هو ان العالم مازال في بداية الجائحة ونحن جزء من العالم ومن المحتمل ان تكون الموجة القادمة لها ارتباط بالعائدين من أبنائنا الى الوطن او نتيجة التبادل التجاري بين الأردن والعالم الاخر كما حدث من خلال سائقي الشاحنات.

كما يجب ان ننوه الى ان الحرية المشروطة التي منحتها الدولة لنا ليست إشارة تدعنا للاستهتار وعدم المبالاة لخطورة المرض والا سنعود الى 18/3/2020 الذي بدأ فيه الحجر المنزلي ومنع التجوال.

ان التخوف من الموجة الثانية والثالثة مؤرق الى دول متعددة في العالم وخاصة الدول التي أصيب بها اعداد كبيرة من المواطنين فذاكرة هؤلاء الناس بصور الموتى والمعاناة مازالت حاضرة.

المطلوب الان هو التحضير وكأن الموجة الثانية حقيقية وستكون على ارض الواقع أي يجب على الجهات الحكومية اخذ كافة الاحتياطات الطبية والتعاون بين القطاع العام والخاص ورسم سيناريوهات طبية متعددة وزيادة عدد الفحوصات المسحية فهو ضروري جداً في هذه المرحلة كما يجب على وزارة الصناعة والتجارة التأكد من المخزون الاستراتيجي للكثير من السلع ومحاولة تأمينها في حال حدث أي طارئ لا قدر الله. 

ويجب علينا كمواطنين اخذ الحيطة والحذر والحرص على الالتزام بعدة أمور أهمها التباعد الاجتماعي والتفاعل السريع عند الإصابة والانتباه لكل العلاقات الاجتماعية والمخالطات وعدم نسيانها.
سيبقى الفيروس قوة عظمى تبعث الخوف في نفوسنا الى ان يتم اكتشاف اللقاح والعلاج لهذه الجائحة ونتمنى ان يكون قريباً.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences