العولمة بعد الكورونا .. بقلم / الدكتور فايز أبو حميدان

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

العولمة بعد الكورونا


بقلم الدكتور فايز أبو حميدان 




العولمة هي التعاون الدولي ونشر الأمور المتعلقة بالتجارة والسياسة والثقافة بشكل عالمي وكلمة عولمة Global تعني كامل الكرة الأرضية ولهذا فوائد كثيرة تبدأ بالاقتصاد فالعولمة فتحت مجالات عديدة لتوسعة سوق العمل والحد من البطالة وجعلت التجارة العالمية اكثر سهولة وتسير بخطى تعاونية بعيدةً  كل البعد عن البيروقراطية ويمكن السيطرة والتأثير عليها بشكل مشترك ومتعاون من جميع دول العالم ولكنها أدت الى احداث بعض الاضرار للمستثمرين الصغار والشركات والمصانع الصغيرة في العالم عبر توحيد الإنتاج في مصانع كبيرة وبأسعار منافسة وعمالة رخيصة .


 كما ان توزيع الاقتصاد العالمي قد تغير مما ضيع الفرص الاستثمارية لبعض الدول.


ولفهم العولمة الاقتصادية علينا تصور الاتي يتم حصاد القطن في مصر وحياكته الى خيطان في تركيا وصباغته في الهند وتصنيع الملابس في الصين وفيتنام ويتم بيع قطع القماش في نيويورك وباريس ودبي وافضل مثال حالي على الكورونا ازمة الكمامات والصراع عليها والقرصنة التي حدثت من بعض الدول على الطائرات التي تنقل هذه الكمامات الى أماكن شرائها وما حدث الان ان جميع دول العالم تنتج كمامات ومواد تعقيم لا داعي لاستيرادها من الصين كما كان سابقا ، فالتراجع الذي حدث في هذا المجال بسبب جائحة الكورونا يعطي علامات على ان تغيرات سوف تحدث في مجال انتشار العولمة في العالم وسوف تتجه الدول الى عدم الاعتماد على الاخرين في الإنتاج وتنظيم الاقتصاد انما الاعتماد على تحالفات اقتصادية اقليمية كما هو الحال في الوحدة الأوروبية او دول التعاون الخليجية فصناعة طائرات الإيرباص التي يتم انتاجها  في ثلاثة دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وإيطاليا ستستمر كون البعد الجغرافي قليل والتحالف الاقتصادي السياسي موحد.


إذاً الوضع الجديد سيدفع البعض الى محاولة الاكتفاء الذاتي وهذا ما يذكرني بحلف وارسو والدول الاشتراكية في السبعينيات والثمانينيات ويرسخ الانعزالية الدولية.


فإلى جانب البعد الاقتصادي للعولمة فهناك أمور هامة جداً يجب ان نعلمها فالعولمة تؤدي الى الانفتاح في مجالات أخرى أهمها الحريات والديمقراطية وإمكانية الفرد التعبير الحر عن رايه وحماية حقوق العمال من أصحاب رؤوس الأموال فعلى 



الرغم من انتشار العولمة في جميع دول العالم الا اننا لا نشاهد عولمة في بعض الدول الا في مجالات الإنتاج والتطور الرقمي والمعلوماتي بشكل عام وعدم مراعاة حقوق الانسان كما هو الحال في الصين وبعض الدول الأخرى فمن يريد الاستفادة من العولمة اقتصاديا عليه تقديم تنازلات في مجالات أخرى أهمها حقوق العمال والحريات العامة واحترام حقوق الأقليات فمن يشاهد وضع العمال في الصين وبعض الدول الاسيوية وكذلك دول الخليج العربي لا يجد تطبيق للعولمة المطلوبة عالمياً.


كما ان العولمة تساهم في حماية البيئة من التلوث فأكثر الدول ملوثة للجو هي الصين وامريكا وألمانيا بسبب الصناعات الثقيلة المتواجدة.


ان تطبيق العولمة الصحيح يحتاج الى تضحيات وتنازلات والابتعاد عن الانانية والجشع من قبل الكثير من الدول حول العالم

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences