طريق الصحراوي..؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  


فارس الحباشنة

كنت اشك في غمرة كورونا أن يتحول طريق الصحراوي الى سؤال يؤرق الحكومة. دعونا نوقف الحديث عن «ندبية كورونا».
و لنتحدث بصراحة عن طريق الصحراوي. وانا كأردني، وجنوبي، واسبوعيا اعبر طريق الصحراوي باتجاه مدينتي الأم. فاكثر ما يهمني، ويقلقني، ويجييش تفكيري، هو طريق الصحراوي.
وليس بمقدروي أن افكر بالوباء الفايروسي، ولا ازمة التنمية المفقودة في الجنوب والاردن عموما. وانا ارى بعيني معارك الموت السهل والبسيط والعابث على طريق الصحراوي. 
يعني، كنت اتوقع باننا خارجون من كورونا لنتقط اسئلة استراتجية ومركزية عن مستقبل الاردن، والممكن والمستحيل، واعادة بناء وترسيم المستقبل بصيغ وطنية جديدة بدءا من محاربة الفساد واجتثاث عناوين واسماء كبيرة مارست اعتى انواع الفساد السياسي، وقد سقط القناع عن وجوهها الاصفر والاسود، وبناء اقتصاد عادل. 
الى الخلف در، والى الوراء. حكومة بكل امكاناتها وقدراتها، وبنيتها المؤسساتية اللوجستية الضخمة عاجزة عن حل ازمة الطريق الصحراوي. ويخرج وزير سابق يدعو الى خلية ازمة لادارة ملف الصحراوي، لم افهم من كلام الوزير الجليل أن كان يسخر ام يتكلم بجدية ؟!
لنتوقف، ونسأل بصراحة من يتحمل المسؤولية الحكومة ام وزارة الاشغال ام المقاول ام السائق ؟ تعليق وزارة الاشغال الهندسي والفني حول الحادث الاخير الذي راح ضحيته اربعة شباب بعمر الورد من ابناء الطفيلة، ومن مرتبات الامن العام والدرك، واجه انتقادا جارحا من مهندسين وخبراء طرق اكدوا على ان المقاول يتحمل المسؤولية بعدم التزامه بالسلامة العامة وشروطها وتفاصيل انشائية ومرورية اخرى.
الحادث مر، ولنقل طوى، وحتى الان لا نعرف من يتحمل مسؤولية مجازر الموت على طريق الصحراوي. كتبت قبل ايام بوست على الفيسبوك، وطالبت خلاله باجراء فحص مخدرات لسائقي الصحراوي، ولم نتلق اي رد حتى الان من قبل الجهات المعنية حول هذا الاقتراح.. 
يوم الجمعة ذهبت الى الكرك لتأدية واجب العزاء، على طريق الصحراوي التقطت بأم عيني مشاهد قيادة عابثة ومستهترة لسائقي شاحنات وصهاريج نفط يتسابقون على الطريق، ويحجزون مسارب ويقفلونها، ويسيرون بسرعة جنونية، ويتلاطشوا الممرات، يحتلون الطريق من اقربه الى اقصاه. 
قيادة متهورة وقاتلة. اجابني سائق شاحنة التقيته في محطة محروقات، بسؤال عن سر استهتارهم، فقال : هل سمعت يوميا ان سائق شاحنة قد مات بحادث سير، دائما الضحية من الاطراف الاخرى سواء سائقي «مركبات خصوصية» او ركاب باصات نقل عمومي. 
متى سينجز طريق الصحراوي، عندما يقتل الاف من الاردنيين على الطريق؟ ولا تجد عائلة في الجنوب الا فتحت بيت عزاء، ودفعت روحا ودم واحد او اثنين واكثر من ابنائها فداء وقربان لسياسة الاستهتار والعبث، وعدم القدرة على تحمل المسؤولية وضعف ورداءة الانجاز.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences