الإنتفاضة الفلسطينية ضرورة ملحة .. بقلم / د.ردينة العطي

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم / د.ردينة العطي 
أن هذا الصراع الحقيقي الذي يدور في كواليس منظمة التحرير الفلسطينية حول الأستحقاقات الكبرى التي يديرها  اليمين الصهيوني من أجل الوصو ل إلى عملية ضم متدرج وأن كل الخلافات التي ستبرز في مرحلة قادمة على السطح في داخل الكيان الصهيوني وضمن إتلاف الليكود وأزرق أبيض والذي سيؤدي بالضرورة إلى فك الارتباط بين مكونات اليمين الصهيوني وصولا إلى حل الحكومة الصهيونية والدعوة إلى إنتخابات رابعة ، كل ذلك لا يعني أن المشروع الصهيوني مرهون بالحراك الداخلي والتجاذبات التي يفرزها هذا الخلاف الشكلي والذي لا يمكن أن يكون عقبة أمام  ترجمة الكيان الصهيوني لمشروعه في عملية الضم فجوهر الخلاف لا يكمن في المضمون فكل الأحزاب الصهيونية متفقة على موضوع الضم ولكن الخلاف على التوقيت والزمن وهذا الخلاف برز بعد تدخل أميركي من أجل ضرب التحالف والتلاحم الأردني الفلسطيني  من خلال إرجاء ضم غور الأردن والبحر الميت والتسريع في ضم المستوطنات في الضفة الغربية وما تبقى من أكناف مدينة القدس وذلك كأغراء للمملكة الأردنية الهاشمية بأنها أثرت في بنية القرار الصهيوني
وان الضغط الأردني أدى إلى إلغاء موضوع الغور الأردني والبحر الميت ولكن الحقيقة الواضحة والتي اوضحها جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية بالتناغم مع ما أشتقته موافقة الجامعة العربية حول الرفض القاطع لمفهوم الضم في الضفة أو لغور الأردن والبحر الميت فموقف الأردن واضح تماما بأن كل عمليات الضم مرفوضة رفضا مبدئيا وأن الأردن يتمحور موقفه من خلال الرباعية الدولية القائمة على حل الدولتين هذا في سياق الواقع العربي والحراك للدبلوماسية الأردنية ولكن المطلوب فلسطينيا هو الإستعداد الكلي من أجل التحضير لمواجهة شاملة كاملة لهذا المشروع بكل أشكاله وأشكال المواجهة العسكرية في حال تطور الأوضاع إلى ذلك المستوى من الصراع
 من هنا ومن منطلق التأثير الحقيقي الذي أثبتته الإنتفاضة الأولى والثانية والتي اثرت بشكل مباشر على توجهات الرأي العام العالمي في تلك الفترة لصالح القضية الفلسطينية فان الظروف مؤاتية تماما لتوظيف الحراك الدولي والمدني الذي يتبنى مشروع مناهضة العنصرية ورفض الآخر والذي تبلور من خلال ما يحصل من انتفاضة شعبية شاملة بالولايات المتحدة الأمريكية ضد التفريق العنصري وانعكاس ذلك على منظومة الاتحاد الأوروبي وخاصة في فرنسا وبريطانيا وهو خرق مؤاتي من أجل البدء في حراك فلسطيني يبرز إعلاميا وعمليا للتطرف الصهيوني  القائم على العنصرية والفكر النازي والممارسات الفاشية التي هي سمة ملاصقة لهذا الأحتلال البغيض وهذا التوظيف يتطلب انتفاضة شاملة كاملة في كل الأراضي الفلسطينية المحتلة ويقوم على تطوير أداء وأدوات التصعيد في غزة من خلال إعادة إحياء مسيرات العودة بشكل غير مسبوق يتوازى مع الانتفاضة الفلسطينية في الضفة ويتكامل مع الحراك المتطور في الجليل والمثلث والنقب. 
وهنا يجب أن أنوه إلى المستوى العالي والمتطور للمواجهة التي تخوضه جماهير شعبنا الفلسطيني في الجليل والمثلث إلى خلف الخط الأخضر وهو حراك غير مسبوق يستهدف ليس فقط القضايا المعيشية اليومية والتفرقة العنصرية على أساس الهوية الدينية إنما يضع أهداف إستراتيجية تتطابق ومخرجات مؤسسات منظمة التحرير في الأهداف وآلية المواجهة. 
أن هذا التصعيد سيؤدي بالضرورة إلى إنجاز مهام الإنتفاضة الثالثة وسيلقى تضامن دولي غير مسبوق بناءا على ما نوهنا له في المقدمة حول التحولات الجذرية في توجهات المؤسسات الأهلية و المدنية والرأي العام. 
هذا التناغم ما بين الحراك الدبلوماسي الأردني والحراك على أرض الواقع من خلال الإنتفاضة الثالثة سيكون العامل الحاسم ليس فقط في إجهاض مشروع الضم إنما سيكون العامل الحاسم في آمال وأحلام الشعب الفلسطيني الجبار في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمته القدس الشريف.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences