الأوراق الرابحة في معركة الهويات الوجودية ..
الشريط الإخباري :
بقلم د.ردينة العطي
عند مراقبة مايجري على الساحة العربية والإقليمية بالشكل وفي المضمون يتصدر المشهد السياسي تتطورات توحي بأن الإقليم يعاني من تدوير للزواية الإعلامية ابتداءا من التطورات في اليمن وسد النهضة الأثيوبي الضاغط على مياه النيل وبروز الوفاق الليبي كلاعب رئيس وقانون قيصر الضاغط على الحكومة السورية وبعض الأنفلات الأمني في لبنان وبطئ الترتيبات الداخلية السياسية في العراق فأن هذا المشهد يعني بأن المنطقة ذاهبة الى تصعيد جديد بدأ يأخذ ملامح تعدت الملفات السياسية إلى التهديد بحسم تلك الملفات العسكرية
في تقديري أن كل تلك الملفات مفتعله وتوقيتها مشبوه وأعني التصعيد الزمني يؤشر إلى أن هذا الأنشغال العربي الداخلي هو ضرورة ومصلحة للكيان الصهيوني الذي يمشي بخطى ثابتة نحو مشروع الضم
وهذا الضم الذي حصل عليه كهدية من الإداره الأمريكية من خلال ضوء أخضر يمكن الكيان الصهيوني من تنفيذ مشروعه للفصل العنصري دون ضجيج عربي كبير او إسلامي كبير استنادا إلى ما أسلفنا ذكره من أنشغال لتلك الدول بملفاتها الخاصة اذا من سيواجه مشروع الضم الصهيوني ؟
وهو أخطر من كل المشاريع الإقليمية والأزمات بين الدول العربية والإقليمية سيقف الشعب الفلسطني كعادته والشعب الأردني وحدهما في المواجهة الكبرى لهذا المشروع ومايؤشر على ذلك بشكل دقيق هو رفع منسوب الخطاب الأردني الدبلوماسي وان الأردن قادر على مواجهة هذا المشروع بالتعاون الوثيق مع منظمه التحرير الفلسطينية وهذا ماتجسد من خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية أيمن الصفدي إلى رام الله باعثا في رساله للرئيس محمود عباس غامضة في الشكل والمضمون وأعني هنا أن التنسيق بين جلاله الملك والرئيس الفلسطيني لاينقطع ومفتوح على مسرعيه ولايحتاج الى رسائل يحملها وزير الخارجية الأردني اذا هذه الرسالة تحمل في طياتها آليات المواجهه وتقسيم الأدوار التصعيدية والتي بتقديري ستصل الى مستوى الأنفكاك من كل الاتفاقيات الموقعة بين الأردن وفلسطين والكيان الصهيوني فالأردن قد حسم موقفه في مواجهه هذا المشروع وأنه لن يمرره مهما كانت الضغوط ومهما كانت النتائج فالمشروع برمته يعني التصفيه النهائية للقضية الفلسطينية ويهدد الأردن وجودا وهوية ولكن هيهات هيهات أن يمر هذا المشروع رغم السبات العربي والإسلامي
الأردن قادر مع الشعب الفلسطني الباسل الى إقصاء كل استهداف لمعركة الهويات الوجودية.