الاردن والحرب مع" إسرائيل ".. شبابنا "سيكسدرون" على شواطيء فلسطين المحتلة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه

قبل اكثر من شهر كتبت مقالا تحليليا لمقابلة جلالةالملك عبد الله  الثاني مع صحيفة دير شبيغل الالمانية  بعنوان "الملك قد اعذر من أنذر" وقلت في ختام المقال ان  الملك عبدالله وجه رسالة واضحة للكيان الاسرائيلي ولداعميه ان عملية ضم اي جزء من الضفة الغربية الفلسطينية او شمال الاغوار من الجانب الفلسطيني او اية محاولات  الكيان  الاسرائيلي احداث اية تغييرات في القدس هي بالنسبة للاردن خطوط حمراء قد تكلف اسرائيل غاليا وستنعكس عليها بأرتدادات لم ولن تتوقعها ، وقلت وكأن الملك يقول " قد اعذر من انذر خاصة عندما قال: ان اقدمت  حكومة" اسرائيل" على تنفيذ مخططاتها فانها ستدخل في مواجهة مع الاردن .......

وبالرغم ان جلالة الملك لم يحدد طبيعة هذه المواجهة ان كانت سياسية او عسكرية ،الا ان هذه الكلمات اقلقت الجانب الاسرائيلي كما اشغلت اقلام المحللين السياسين والعسكريين الدوليين ومراكز صنع القرار في العالم الغربي وبالرغم من التوضيح الاردني بأن الاردن لم يهدد باستخدام القوة العسكرية ضد الكيان الصهيوني الا ان الاعلام الاسرائيلي والعالمي قد انشغلا بطبيعة الرد الاردني ,وكان ابرز سؤال يطرح هو هل باستطاعت الاردن الدخول بحرب عسكرية مع الكيان الصهيوني ويحقق الانتصار ..؟

بداية دعونا نقول ان الاردن ومنذ التوقيع على اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني والمعروفة بأسم اتفاقية "وادي عربة"  هو ملتزم بها ولم يقم بالاخلال ببنود هذه الاتفاقية ، بعكس الجانب الاسرائيلي الذي لم يظهر اية بوادر الاحترام للاتفاقية الموقعة مع الاردن او منظمة التحرير الفلسطينية والمعروفة باتفاقية اوسلو ..ثانيا ان طبيعة المتغير الدولي وخاصة العامل المتعلق بالدعم الغربي والامريكي قد تغير ،وهو لم يعد العامل المؤثر في احداث التغيير بشكل مباشر كما كان في حرب عام 48 او  حرب عام 67 او 73  عندما كانت القوى الغربية " فرنسا بريطانيا امريكا" تتدخل مباشرة في الحرب وتدعم الكيان بالسلاح والمال والرجال ، وذلك ان هذه الدول تواجه مشاكل داخلية اهمها الاقتصادية  ،ونقص في القدرات البشرية التي تمكنها من الاحتفاظ باي ارض يمكن ان تحتلها ، سواء على صعيد الكلفة المالية العالية او على صعيد الكلفة البشرية التي ستواجه بالتأكيد مقاومة شرسة من الشعب الذي احتلت ارضه، وايضا مواجهة اقطاب كبرى برز تأثيرها في السياسية العالمية مثل الصين وروسيا حيث تعتبر الصين المنافس القوي لهذه الدول الاستعمارية الغربيىة الداعمة للكيان الاسرائيلي وهذا ما يجعل  قضية دعم الكيان ليست اولوية  للدول الغربيةالتي تعتبر المواجهة مع الصين اولى اولوياتها .

ولعل مسألة واقع الدعم الامريكي للكيان في اي حرب قادمة يؤكد ان  المتغير قد اختلف ، فالولايات المتحدة المنشغلة بأغلاق ملفات خسائرها في العراق وافغانستان وسوريا  وايران ولبنان وحتى في فنزويلا لا يمكنها الان توفير دعم عسكري مباشر كما حدث في الماضي من خلال الاشتباك في المعارك ، طبعا باستثناء ما يمكن توفيره من دعم مالي وسياسي ومعدات عسكرية  متطورة وهذا بالتجربة اثبت انه لم يعد ينفع او هو غير كاف ليجعل الكيان الصهيوني ينتصر في معركة على اية جبهة عربية.       

ان الصورة النمطية التي كانت ترسم للولايات المتحدة بأنها دولة قادرة على فرض ما تريد بالقوة تهشمت او اطيح بها نهائيا ،فهي لم تستطع حماية جنودها اوقواعدها بالعراق التي هاجمتها ايران اوفي افغانستان  ما اضطرها لتوقيع اتفاقية مع حركة طالبان ، وحتى في سوريا  حيث يقوم يوميا ابناء الشعب العربي السوري برمي الجنود الامريكيين بالحجارة ويمنعونهم من الدخول الى بعض المناطق في الشمال الشرقي من سوريا الذي تتواجد فيه هذه القوات  بالرغم من استخدامها لاذرع كردية من اجل حماية جنودها, كما ان الكيان الصهيوني واجه نفس المصير في الجنوب اللبناني وفي غزة عندما طردت عصاباته المحتلة من هذه المناطق وتم الحاق هزيمة كبيرة بها ، وبالنتيجة كانت هزيمة  الولايات المتحدة في العراق بسبب المقاومة العراقية وقبلها في لبنان عام 82 وفي افغانستان ، وهزيمة الكيان الصهيوني في غزة ولبنان درسا لابناء الشعب العربي بأهمية المقاومة الشعبية او بتلاحم الجيش والشعب كما حصل في لبنان من اجل دحرالمحتل .

ان الواقع الذي تعيشه الولايات المتحدة والدول الغربية الاستعمارية  يجعلها تدرك انها لم تعد قادرة على رسم سياسىة استراتيجية متكامله لتحقيق اهدافها لانها لا تمتلك المقدرات اللازمة وخاصة البشرية منها وكذلك لا تمتلك التوقعات المختلفة لسيناريوهات قواعد الاشتباك مع الشعب الذي ستواجهه ،خاصة اذا كان هذا الشعب لديه الايمان والعقيدة بضرورة طرد المحتل، وبالتالي هي لم تعد قادرة على تحمل تكاليف البقاء في خندق الصهاينة، وقد ثبت ذلك من خلال حركة التململ الشعبية وحتى بعض الرسمية الاوروبية من الاستمرار في اقتطاع جزء من ضرائب  الشعب لصالح دعم الكيان المحتل .

وبعيدا عن كل ذلك بالنسبة  للاردن الاهم هو الداخل الذي اصلا له موقف حازم من الاحتلال الصهيوني لفلسطين ،ويرفض اية محاولات للتطبيع مع الكيان بالرغم من هذه السنوات التي مضت على توقيع المعاهدة ،وقد جاءت قرارات حكومة الكيان الصهيوني  بقيادة  نتنياهو لتخدم التيار المتصاعد في عدم الثقة بالسلام مع الكيان ،الذي لم يحترم المعاهدة مع الاردنيين او المعاهدة مع الفلسطينيين، كما ان التجارب المستنتجة من مقاومة اهل غزة والتجربة اللبنانية والتجربة العراقية  جعلت الشعب الاردني يجمع على أن اية مواجهة مع هذا العدو امر مستحب ومطلوب ، وانه في حال طلبت منه القيادة القيام باي نشاط مقاوم فهو جاهز.

أما على صعيد القوات المسلحة الجيش العربي فأن عقيدتها في الدفاع عن مصالح الاردن ثابتة وقوية ،كما أن المعنويات التي يتمتع بها عامل لا يمكن اغفاله في معادلة المواجهة العسكرية، ولعل الامر المهم الاخر ان هذه القوات تتمتع بتدريب عال  يسمح للقيادة بتعويض النقص بموضوع التفوق الاسرائيلي في بعض المعدات كالغطاء الجوي ـ اضافة الى ان الاردن الذي يمتلك اطول خط حدودي مع فلسطين المحتلة يستطيع في حال اندلاع مواجهة مع العدو ان يحول ليل الكيان المحتل الى نهار من خلال  منظومة صواريخ ، وبالتالي أي خطاء يرتكبه العدو تجاه الاردن سيكون ثمنه غاليا ، وبالتأكيد فانه لدى القيادة العسكرية خطط لست مطلع عليها تمكن جيشنا وشعبنا من الانتصار في اي مواجهة قادمة  .

اما العامل الاخر الذي يعطي الاردن قوة اضافية فهي المقاومة الشعبية ، فشعبنا  يمتلك قدرة شعبية وتفوق ، وفي حال تلقى اوامر قيادته بالتحرك ، فان موضوع الاستشهاد رخيص بالنسبة للدفاع عن الاردن اوموضوع اعادة الاراضي المحتلة ،كما ان وجود المقاومة الفلسطينية في غزة وفي الضفة الغربية وفي فلسطين المحتلة عام 48 عامل اضافي ، ستمكن الاردن من احراز النصر بسهولة خاصة انه وحتى لو استخدمت اسرائيل القوة النووية ومعها الولايات المتحدة لن تستطيعل تحقيق النصر، لان الكيان الصهيوني وعصاباته سيكونان  اول المتأثرين من استخدام هذه القوة كما ان وجود قوة مدربة من المقاومة الفلسطينية خلف قوات الاحتلال ستؤدي الى حسم المعركة بسهولة ،وسيكتشف قادة الكيان ان بقوا على قيد الحياة ومن خلال ما سيشاهدونه ان شباب الاردن والعرب والمسلمين " يكسدرون" على الشواطيء الفلسطينية فيما هم في المعتقلات بأنتطار اعادتهم الى اوطانهم الاصلية في الشرق او في الغرب الاوروبيين او في الولايات المتحدة .

اذا نحن من سينتصر في اي مواجهة قادمة ولن يستطيع الغرب الاستعماري دفع تكاليف سياساته المنحازة للكيان الصهيوني ، كما لن تستطيع الولايات المتحدة الامريكية حماية الكيان من "غضبنا"  في حال اقدم الكيان على تنفيذ مخططاته او اقدم على اية محاولات تستهدف النيل من الامن الوطني الاردني،ولذلك فان الكيان الصهيوني مجبران يعود لتنفيذ معاهدة السلام مع الفلسطينيين وكذلك مع الاردن ، وان يحترم المواثيق الدولية ،فكل المؤشرات الدولية ليست في صالح هذا الكيان كما ان الشعب العربي من المحيط الى الخليج بانتظار لحظة المواجهة والتي ستقلب المعادلات الدولية وستنعكس اثارها السلبية على الغرب الاستعماري لاكثر من قرنين قادمين 

zazzah60@yahoo.com

+962776728081
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences