الإتفاقية الصينية الإيرانية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
الإتفاقية الصينية الإيرانية
...................................

في عام 2009 تحدث هنري كيسينجر عن استرداد الهيمنة الامريكية على العالم بلا منافس من خلال حرب عالمية ثالثة تخوضها أمريكا ضد الصين وروسيا وتكون شرارتها إيران! 
كان هذا اشبه بالتنبؤ والذي اصر فيه كيسنجر على انتصار امريكا لفرض الهيمنة من جديد،
نقلت الاتفاقية الصينية الايرانية اذا تم التصديق عليها  الصراع والتنافس في المنطقة الى مرحلة اكبر واخطر من المرحلة الحالية. 
وذلك بدخول الصين عسكريًا في منطقة الخليج التي تمثل شريان الطاقة العالمي.
تتلخص  الاتفاقية الصينية الايرانية في عشرين بند واخذت اكثر من اربعة أعوام منذ 2016  لمناقشتها والتفاهم عليها للوصول الى صيغتها الحالية،
جوهر هذه الاتفاقية هو القيام ان صح التعبير بعملية تحديث (update) كاملة وشاملة للجمهورية الإسلامية الايرانية اقتصاديًا وعسكريًا وتكنولوجيا، وفِي نسختها الفارسية التي عرضتها صحيفة نيويورك تايمز تقديم وديباجة لهذه الاتفاقية التي ذكرت ان الصين وإيران حضارتين عظمتين في آسيا وأن هذه الاتفاقية لتعزيز قوة تلك الحضارتين.
سيكون الدور الصيني في هذه الاتفاقية اعادة بناء وتجديد وتطوير البنية التحتية في إيران من طرق وقطارات ومترو ومحطات كهرباء وطاقة متجددة ومحطات نووية "سلمية" وتطوير الصناعة النفطية الإيرانية وإقامة منطقة تجارية حرة صينية لا تخضع لقوانين الشريعة الإسلامية!!
وتشمل أيضاً برامج ابتعاث علمية في مجال الطب والهندسة والعلوم وتكنولوجيا الاتصالات والطاقة النووية والطاقة البديلة،
وتطوير جودة الصناعات الإيرانية في مجالاتها المتعددة. 
أما الشق العسكري في هذه الإتفاقية ستقوم الصين بتطوير الصناعات العسكرية الايرانية وتدريب الجيش الايراني وتبادل الخبرات الأمنية والتكنولوجيا العسكرية مع تخصيص موقع في ايران لخمسة ألاف جندي صيني لحماية المشاريع  في إيران وهذا يعد ثاني تواجد عسكري صيني في الشرق الأوسط بعد جيبوتي.
اما دور ايران في الاتفاقية يكمن في تثبيت سعر النفط بخصم خاص للصين لمدة خمس وعشرون سنة.
 فالصين تعد مصنع العالم حيث تستورد يوميا عشرة ملايين برميل من النفط. 
وايران قدمت لها  80% من حاجتها من النفط لربع قرن قادم. 
وبهذا تكون ايران عوضت خسارتها النفطية بسبب الحصار المفروض عليها من الغرب.
 بالرغم من استثمار الصين اربعمائة مليار في هذه الاتفاقية الا انها لم تحضى بترحيب من قبل المحافظين في النظام الإيراني بسبب انتهاكها للسيادة والمساس بالإستقلال وتم تشبيهها بالاتفاق الاستعماري او معاهدة تركمانجاي 1828 التي بموجبها تنازلت ايران عن اراضيها في الشمال لصالح روسيا.
أما المثير للدهشة في هذه الإتفاقية هو حضور النفس الطائفي لدى النظام الإيراني اذ شملت احدى بنودها  الى استهداف وتشييع مسلمي الصين من (الايغور السنة) بتقديم سبعمائة بعثة دراسية سنوية للطلبة في جامعة7 الامام المصطفى العالمية الواقعة في منطقة قم والمعروف عن دورها بنشر التشيع في العالم.
من المهم الان معرفة دور دول الخليج وموقفها اذا نجح هذا الاتفاق، ووجدت الصين موضع قدم لها في الضفة الشرقية من الخليج وقربت مواجهتها لامريكا.
فخلال عشر سنوات من الان سنكون في مواجهة ايران جديدة مختلفه تماما  مع قوة عالمية صاعدة.
من كان يشك في الخطر الايراني من قبل سيصل الى درجة اليقين بعد مرور عقد من الزمان القادم ان تمت هذه الاتفاقية. 
وسيكون وجه الخليج مختلفًا تماماً سواء بوجود هذه الانظمة او بغيرها (شدوا الأحزمة)
الأستاذ - محمد المطر
كاتب ومفكر كويتي
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences