رغم ارتفاع أعداد الإصابات انخفاض وفيات كوفيد 19 ... لماذا ؟!
الشريط الإخباري :
بالتـــــزامن مع ارتفاع اعداد الإصابات بفيروس كورونا عالمياً والذي تجاوز حاجز 25 مليون نسمة ، اصبح الحال في الأردن مشابه حيث تطورت الحالة الوبائية محلياً ليتراوح عدد الإصابات المثبتة ما بين 20-70 حالة يومياً ، كما وقد اصبح تسجيل هذا الرقم نوعاً ما امر طبيعي وغير مُستهجن لدى المواطنين .
ما هي الأسباب في ذلك ؟ ولماذا أصبحت نسبة الوفيات منخفضة ؟ ولماذا اصبح التفاعل الاجتماعي والحكومي يتسم بالهـــدوء رغم ارتفاع اعداد الحالات محلياً ؟
ان فتح الحدود والمعابر ودفع عجلة الإنتاج الى الأمام لإنقاذ الاقتصاد قد أدى الى ارتفاع واضح وغير مسبوق في عدد الحالات، كما ان عدم المبالاة والضجر من الحجر المنزلي للمواطنين قد أدى الى الاستهتار وعدم الاكتراث ومحاوله نسيان المرض والعودة الى الحياة الطبيعية. كما ولوحظ مؤخراً ارتفاع واضح في إصابة الشباب وبعض الأطفال الذين يملكون في العادة نظام مناعي قوي ويستطيعون مقاومة المرض فمعدل اعمار المصابين في شهر ابريل من هذا العام كان لا يقل عن 50 عاماً أما الآن فقد انخفض الى معدل أقل من 40 عاماً ، وان عدد الحالات الحرجة لدى الشباب قليلة مقارنة مع المسنين وبالتالي فإن احتمالية دخولهم العناية الحثيثة أقل بكثير مما يخفض نسبة الوفيات . ولوحظ أيضاً تحسُّن كبير في أداء الفرق الطبية في استراتيجية العلاج المتبعة لمرض الكوفيد 19 حيث تم استخدام عقاقير منع تخثر الدم والديكساميثازون لعلاج المصابين مما قلل من إمكانية حدوث تجلط الدم والسيطرة على المرض ومضاعفاته عند إصابة أعضاء مثل الرئة والكلى والقلب والدماغ . كما وقد ازداد عدد فحوصات PCR اليومية والعشوائية بهدف الاكتشاف المبكر لهذا المرض والبدء بعلاجه في المراحل الأولية المبكرة فهذا يزيد من فرص نجاح العلاج وتفادي تطور المرض وحدوث أي مضاعفات ، حيث تصل احياناً الى 10 آلاف فحص يومياً في الأردن ، كما ان عمل لجان التقصي الوبائي أكسبهم خبرة وأصبح اكثر دقة ويتم تتبع جميع حالات الإصابة مما يساعد في منع الانتشار المجتمعي للمرض ، هذا ولوحظ ايضاً التحضير المبكر والمدروس لفترات الحجر المنزلي وعزل بعض المناطق لمنع الانتشار السريع للمرض وذلك ضمن إطار من التعاون والتناغم بين الجهات الأمنية والصحية في المملكة . يُضاف الى كل ذلك الوعي الصحي لدى المواطنين بأهمية الالتزام بأقصى سبل الوقاية والاحتراز ومراعاة التباعد الجسدي وارتداء الكمامات والقفازات واستخدام المعقمات بات ملموســاً الى حد كبير ، فهذه السُبل أقوى سلاح لمحاربة تفشي الفيروس.
ومن جانبٍ آخر فإن إعادة فتح المدارس سيكون تحدي كبير للمجتمع الأردني فنرجو من الله عز وجل ان تسير الأمور نحو الأفضل رغم وجود خطورة كبيرة من ذلك ، وعلينا ان لا ننسى ان الالتزام بسبل الوقاية والاحتراز اصبح واجب وطني فهو لا يجعل الوضع الوبائي تحت السيطرة فحسب بل يعد طوق النجاة في هذه المرحلة وهذا يتطلّب الالتزام من الجميع ، فصحتنـــا وصحة أبنائنــا ووطننا مرهونـــة بالتزامنـــا .