العبادي : (إتق الله) يا دولة سمير الرفاعي ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
ردّاً على دولة سمير الرفاعي .. 
وبداية وَمَن باب إنزال الناس منازلهم فلن تتجاوز مخاطبتي لك دولة الرئيس .
دولة الرئيس نشرت اليوم على صفحتك على الفيسبوك منشوراً تحدثت فيه كثيرًا عن معاني الوطنية ومفهوم المجتمعات الحية وأمسكت العصا من المنتصف فيما يتعلق بالعشائر الاردنية وَمَن يقرأ ما كتبت يُدرك جيدًا مالذي تسعى اليه وقد تذاكيت كثيرًا يا دولة الرئيس على من يقرأون لك وتناسيت أن هذا التذاكي لم يَعُد له ميزان يكتال به أحد ... 
وحتى لا أقع فيما وقعت به دولتك من نشر لمبادئ جميله وعموميات لا ينكرها احد ولا يجادل بها عاقل فأنني اقول ان ما شهدناه من مظاهر اطلاق للعيارات النارية بعد الانتخابات هو امر مرفوض ولكنه موجود ولكن ظهرت حدته في كمية اطلاق العيارات النارية وهذا لم يكن خطأ فردي بقدر ما كان خطأ على مستوى الحكومة فليس من المعقول ان تُمضي فترة اربعة اشهر ويزيد وانت تشحن وتحثّ الناس على الانتخابات وتزينها لهم بأحسن الصور ومن ثم وعند ظهور النتيجة تلجأ الى إدخالهم بيت الطاعة جبراً وبالتالي - وفي علم النفس - كان ما حدث هو ردة فعل طبيعية ، ومن ثم فإن المبالغة في التركيز على هذه الناحية كان تركيزًا مقصودا ولم يتم بحسن نية !! وإلّا لماذا لم يتم التركيز على عشرات الألوف من الاردنيين عندما خرجوا الى الدوار الرايع ولم يكسروا زجاجاً ولم يرموا حجرًا ؟. 

ثم تقول يا دولة الرئيس ان تنميط المجتمع الاردني وتقسيمه هي ظاهرة غريبة على مجتمعنا الاردني وانا اقول لك نعم صحيح هي ظاهرة غريبة ولكن من الذي غذّاها ؟ ومن الذي لعب على حبالها ؟ اليس انتم يا اصحاب المدرسة الرفاعية ؟ أوليس والدك هو من عمل بكل امكانياته ضد العشائر الاردني وعمل جاهدا على تهميش الرجال الحقيقيين من هذه العشائر وجاء لنا بأشباه الرجال لا لسبب الا لانه لم يحتمل اراء الشيوخ الحقيقيين ؟ . 

ثم تتحدث يا دولة الرئيس عن البذخ وانماط التصرفات الاجتماعية وهنا فقط اقول لك " إتق الله " فمن هم اصحاب البذخ ؟ أهم سكان بير ابو دنة ام سكان ام عبهرة ام سكان وادي شعيب ام سكان دابوق الحقيقيين ؟ لا يا دولة الرئيس انت وانا والأردنيين يعلمون من اين اتى البذخ ويعلمون جيدا ان اصحاب البذخ هم الناس الذي لم يتعبوا في جني ثرواتهم ، وتقول يا دولة الرئيس ان الموسرين اصبحوا هدفا للهجوم من قبل البعض وانا اقول لك كلامك مردود عليك يا دولة الرئيس فالاردنيون لم يهاجموا اصحاب الثروة فأريني احدهم يهاجم عائلة قعوار او منكو او المصري او .. او .. لا يا دولة الرئيس نحن نهاجم اصحاب الثروات التي جنوها من بيع الوطن ومقدراته ! نهاجم من كنّا نعرفهم جيدًا واذا بهم من اصحاب الملايين! نهاجم من دخل الوظيفة العامة واذ به من اصحاب الملايين! نهاجم يا دولة الرئيس من استغل وجود أحد اقربائه في منصب ما وأكل الاخضر واليابس ! نسأل يا دولة الرئيس كل هولاء من اين لكم هذا ؟ واعتقد ان هذا الامر ليس حسدا ولا حقدا ولا تقسيمًا للمجتمع . 

تقول يا دولة الرئيس في منشورك انه ظهر عند البعض مصطلح ابناء الحراثين واستغربت هذا المصطلح بطريقة طرحك اذ تقول بأننا جميعا كنّا بدو وفلاحين وحراثين واسمح لي يا دولة الرئيس  أن اهمس بإذنك ان هذا المصطلح لم يكن كما فهمت دولتك فنحن لا نعني به التقسيم بل هو مصطلح استنبطه الاردنيين للمحافظه على ( البرستيج ) لمسؤلي الاردن وانت منهم فحتى لا نقول اننا الفقراء والمعوزين والمحتاجين وحتى لا نسبب لكم حرجًا امام الاخرين خرجنا بهذا المصطلح حتى اذا سألكم أقرانكم من العالم من هولاء الذين يقولون عن حالهم ابناء حراثين فحينها تسهل الاجابة عليكم بأننا عادة في الاردن نسمي العشائر باسماء المهن التي يعملون بها فنقول الحدادين والخطيب وما الى ذلك ، فلا تؤاخذنا يا دولة الرئيس على محافظتنا على شعوركم ! وفعلًا شرّ البلية ما يضحك !!! 

تقول يا دولة الرئيس انه ليس من المقبول ان نعتبر الموسرين هدفا لكل تهمة وانا اقول لو لم تكن ابنا لرئيس وزراء ومن قبله جدك رئيسا للوزراء هل كنت ستصل الى ما وصلت اليه يا دولة الرئيس - واسمح لي بأن احيلك الى ما ورد في وثائق ويكليكس بخصوصك - وعندها سنحتكم الى ما قلت !! 

يا دولة الرئيس ما ذكرته في منشورك قد لا يختلف عليه إثنان ولكن قبل هذا وذاك قل لنا انت ماذا حققت او انجزت للأردن خلال توليك مناصبك في الدولة الاردنية أولست جزءا من المنظومة التي اوصلت الاردن للحالة التي تراها الان وتشفق على الاردن منها ؟ لا اعرف اذا كان لديك الجرأة في تحمل المسؤلية الادبية والاعتذار للشعب الاردني أم ستبقى تبيع الماء في حارة السقّايين ؟ 

واخيرا اعتقد ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ونقاشي لك بصفتك رجل دولة وليس بأي صفة اخرى ويبقى لك علينا حق الجوار ولن نتجاوز عليه . 
                                 فضيل العبادي 
                              عمان 22/11/2020
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences