لغز الشاي وعجائبه د.حازم قشوع
الشريط الإخباري :
لم يكن مشروب الشاي معروفا لدى العامة كما لم يكن متداولا الا عند اهل جبال همالايا، الذين بدورهم اوصلوه للصين التي اخذت على عاتقها زراعته للاستهلاك المحلي على اعتباره يقي من انتشار العدوى ويعمل على مساعدة الجسم للتخلص من الدهون لكن ذلك كله كان ضمن النطاق الصيني او المحلي الإقليمي في بلاد الصين والسند والهند.
حتي تزوج الملك شارلز البريطاني الاميرة كاثرين البرتغالية والتي بدورها قامت بتقديم هدية كان من ضمنها الشاي الذي كانت تعشقه الاميرة، وبدأ الشاي يصبح المشروب الملكي الرسمي للانجليز، الى ان تم تعميم ذلك بعدها على المستوى الشعبي من خلال تويننك، الذي استثمر فرصة عدم دخول النساء لبيت القهوة فقام بانشاء للنساء بيت الشاي، ثم جاءت من بعد ذلك شركة الهند الشرقية المملوكة للتاج البريطاني لتقوم على تصنيع الشاي والتجارة فيه وزراعته في الهند كما في اسيا وامريكا، حيث كان لهذه الشركة الدور والفضل في دعم الخزينة البريطانية بواقع 15 % من الناتج القومي البريطاني كما كان لها الدور الابرز في وجود أمريكا على ما هي عليه الآن عند وحدة استقلالها.
ولم تكتف شركة الهند الشرقية بهذا الحد بل قامت بالتجارة بالافيون بعد ما توقفت زراعته بالصين لتقوم بزراعته في الهند وتصديره للصينيين مرة اخرى، وقامت باشعال حرب الافيون عندما ما قامت الصين في حرق الافيون المملوك لها في الصين واتلافه وحتى تمخض عن ذلك ولادة هونج كونج البريطانية التي اصبحت مركز التجارة الدولية في شرق اسيا الى نهاية القرن المنصرم.
قصة الشاي هذه قد تفتح الاذهان.امام انشاء شركة اردنية تقوم على الإستثمار الخارجي في كل مناحي الحياة لتوطين الرسالة الاردنية الاستثمارية في الخارج، وهذة الشركة ليست بحاجة الى اموال كبيرة بقدر ما هي بحاجة الى كتب ضمان والتي بموجبها يمكن تسييل الاموال لغايات الاستثمار، وهو ما يفتح فرص عمل واسعة امام الأردنيين لادارة موجوداتهم من خلال هذه الشركة، بدلا ان نبقى تستدين لغاية الادامة فدعونا هذه المرة نقترض لغايات التشغيل والانتاج.
فان العلاقات الدبلوماسية اذا ما لم يتم ربطها بالتجارة البينية ستبقى تدور في فلك المجاملة السياسية/ الدبلوماسية، فالعلاقات الدبلوماسية التي لا تقوم على تبادل المنافع ستبقى تدور في فلك العلاقات العامة، لكن تلك التي ترتبط بالتجارة البينة ستؤدي حتى الى رفع مستوى قبول جواز السفر الاردني بين البلدان لان مسالة تبادل المنافع الذي سيجسده برنامج هذه الشركة سيقوم بوضع محطة استثمارية اردنية مؤثرة في كل البلدان.
وستستفيد حكما من النموذج الريادي في العمل الدبلوماسي الذي يقوده جلالة الملك والذي بات يشكل رمزية سياسية تحمل هوية عصرية ومضمون الاصالة الحضارية الانسانية في كل المحافل العربية الاقليمية والدولية، فان الاستفادة من الفتوحات الخارحية عنصر في غاية الاهمية، هذا اذا ما احسن تجسيد ذلك عبر تاسيس الشركة الاردنية للاستثمارات الخارجية وتنفيذ خططها التنفيذية الطموحة، ولنبحث عن منتج شبيه بالشاي وقصة نجاحه التاريخية.