ما موقف الاخوان من القضية الفلسطينية وإسرائيل ..؟
الشريط الإخباري :
فارس حباشنة
ما هو الموقف الفعلي لتنظيم الاخوان المسلمين من اسرائيل والقضية الفلسطينية ؟ الاخوان المسلمين مسكوا السلطة في مصر وتونس والمغرب ولبيبا، ولربما اشد لحظات زهو السلطة قيدوها في مصر وتونس. وقد بدا ثمة ارباك سياسي عند الاخوان في الاجابة عن السؤالين السابقين، وكان ذلك واضحا في سلوكهما. والتنظيم الاخواني رغم العمر الطويل في العمل السياسي السري، ومعارضة الانظمة السياسية الرسمية الا انه لم يستوعب اللحظة التاريخية في وجوده بالسلطة.
فكان الاخوان اشد ارتباكا في المساءلة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية « الملفات الداخلية «، وكيف يتعاملوا مع الاقليم والمجتمع الدولي ؟ وكيف تنظم وتؤطر العلاقات بين الدول ؟ وما تواجه الدول العربية من تحديات صعاب واوضاع معقدة.
طبعا، اضطر الاخوان المسلمين الى مجموعة من السياسات البرغماتية والمساومات والوعود، واصطدموا بقوى شعبية عارمة في المجتمع المصري اعترضت على وصولهم الى السلطة وتبنت موقفا سياسيا رافضا ومتحديا لمشروع الاخوان المسلمين المرتبك والمتردد في ملفات وقضايا وطنية كبرى.
تنظيم الاخوان شب وشاب على المعارضة، وبنى تحالفات عميقة مع انظمة سياسية مستبدة « غير ديمقراطية «، ولم ينهج على ثقافة الحوار بالتعامل والتواصل مع خصومه السياسيين، والاخوان اكثر ما يمليون الى رفض الاخر، واحادية الراي وقطبيته، وفي التجربة المصرية فرقاء الاخوان وصلوا الى الشارع، وكانت المواجهة هي عنوان الفصل والحسم.
و السؤال لماذا لم يطور الاخوان موقفه من المساءلة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ؟ وفي مصر الرئاسة الاخوانية دخلت في مواجهة مع المجتمع والنقابات والعمال والفلاحين، وكانوا يجهدون في نشاطهم السياسي لاسلمة المجتمع والتعليم والاعلام والثقافة والفن، وقد اصطدموا مع ارث تاريخي للمجتمع المدني المصري المنفتح والمؤمن بالتعددية والاخر، والافكار المعاصرة.
وفي السياسة الخارجية، وتحديدا في الموقف من اسرائيل والقضية الفلسطينية. تذكرون الرسالة الودية التي بعثها الرئيس المصري محمد مرسي الى الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرز، والكلام الايجابي عن تعزيز العلاقات الامنية مع تل ابيب. وفي ملف التهدئة بغزة، فان واشنطن بقيت هي الراعي والوسيط لوقف الحرب الاسرائيلية على القطاع، وتمت الهدنة بوساطة امريكية ورعاية مصرية اخوانية.
لم يختلف منطق الاخوان في مصر عن تونس فقد كان واحدا، بل ان التوانسة كانوا اكثر مرونة. وقبل اخوان تونس في مبدا الشراكة مع قوى المعارضة التارخية، وانتج في مؤسسة الحكم ما يسمى الترويكا، وفيما اخوان مصر خدعوا حلفاءهم التاريخيين في المعارضة وانقبلوا عليهم، وعلى افتراض ان مفاتيح السلطة اصبحت بايديهم ولا يحتاجون الى لاعبين اضافيين ومنافسين في الحكم.
من حقي كسياسي وصحفي ان اسال ماذا اختلف حكم الاخوان في مصر عن حكم مبارك ؟ الاخوان حرصوا على تثبيت علاقتهم الوطيدة مع واشنطن، ولم يقولوا كلمة شر وسوء بحق اسرائيل. بل ان الاخوان حرصوا على اثبات انهم قادرين على الخروج من اسلام المعارضة، اي الاسلام القديم، وتبني اسلام الاعتدال والاسلام الجديد، والذي يشطب من قاموسه الاعداء التاريخيين والتقليديين للامة.
نعم، انتصر الاخوان في خطف ثمار الثورات الاحتجاجية الشعبية العربية، ومن حقهم الطبيعي ان يصلوا الى سدة السلطة. ولكن هل نجحوا في معركة السلطة ؟ وحصدوا تغييرا نوعيا وثوريا في الحكم ؟ بالطبع الجواب لا. وسواء ذلك في الحكم الداخلي ومشكلات الدولة والمجتمع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسة الخارجية واستقلالية القرار ولو لحد نسبي.
بلا شك، فان الاخوان المسلمين لم يراجعوا ادبيات التنظيم السياسية والفقهية. وتعاملوا مع الديمقراطية بمنطق الاختطاف، والسياسة بمنطق الفهلولة والشطارة وذكاء التجار. وفي خلاصة القول ان تؤكدها الوقائع الراهنة والسالفة بان سؤال الاخوان عن موقفهم من اسرائيل والقضية الفلسطينية يوقعهم في شرك الجواب، وان التنظيم بعد عمر طويل ومديد في العمل السياسي السري والعلني الظاهري لا يملك جوابا