اشرب قهوتك، الأمور طيبة د.حازم قشوع

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
القهوة هي التي تقهي شاربها عن الطعام او تذهب بشهوتة عن الاكل، والبن المشروبة المعد منها كان قد اثار حراكا وسجالا غريب الاطوار وكثير اللغط حتى القرن السادس عشر الذي تميز بالعلامة الفارقة للقهوة بعد جدل استمر قرنا بين مؤيد شرعي لهذا المستحضر او معارص طبي، وبين شاعر يسجي وعالم يحذر وحكيم يميز بين شربها البار ورشفها الساخن كان محط جدل كبير في القرن الخامس عشر الميلادي. فلم يكن يعرف العيدروس هذا اليمني الذي جاء بالقهوة من اثيوبيا وقام بتحضيرها كشراب في عدن ان انتاجه هذا سيكون محط جدل طيلة قرن من زمن بين مؤيد ومعارض حيث عارضتها كنيسة روما كما عارضها خاير بيك المملوكي ناظر الحضرة المكية بعد الفتوى الطبية من الاخوين الكازروني واللذين وصفا مشروب القهوة بانه بارد ويابس ومفسد للبدن المعتدل. 

ويبدا قرن الجدل حول مشروب الفهوة بين مؤيد كالانصاري الذي اجاز شربها في القرن الخامس عشر الميلادي وبين معارض في عهد سليمان القانوني الذي اغلق محالها وكسر اوانيها وحرمها بطريقة لم يفعلها مع الحانات ولا بقوانينها الى ان انتصرت القهوة وبدا الشعراء ينشدون ( انا المعشوقة السمرا اجلي في الفناجين * وعود الهند لي عطر وذكري شاع في الصين )، وتم افتتاح اول مقاهي للقهوة في اسطنبول على يد التاجر الحلبي الذي عاد ونشرها في القاهرة لتصبح المشروب المميز للقاهرة وللعرب وينتهي القرن الخامس عشر بانتصار القهوة وانتقالها الى اوروبا مع بداية القرن السادس عشر، ويتغير اسمها على مقياس اللهجة التركية في اللفظ من قهوة الى كهوي وثم تصبح كافي. 

لكن لم اكن لاعرف كيف انتهى هذا الجدل الذي استمر قرنا لولا اخي جمال قشوع الذي ذهب لاحضار مصانع للقهوة لمصنعه الجديد من سويسرا، وكان عند المصنع مكانة تصنيع الخمر من قشر البن وطحنه مع القهوة وتشرب باردة مع زيادة نسبة الكافيين، عندها عرفت ان العيدروس اليمني كان قد استخدم القشور المخمرة في اعداد مشروبه البارد فخلق حالة من الجدل قامت بين حزب من شرب القهوة وهي باردة والحزب الاخر شربها وهي ساخنة استمرت قرنا واصبحت المادة الاكثر رواجا في التجارة العالمية بعد البترول. 

اما المجهول في عالم القهوة يتمثل في توقف العرب عن زراعتها وانتاجها وعن تصنيعها وتصديرها باعتبارهم اصل التسمية والاستكشاف فالبرازيل الاولى في التصدير والانتاج كما الهند والصين اما اليمن ومصر والسودان كان يمكنها العودة بالقهوة الى اصولها في الانتاج وحتى التصنيع لكن يبدو ان الاردن شكل هذه الحالة في تصنيع البن الساخن بات البن الاردني ذو مذاق مميز عن غيره بالمذاق كما في طريقة التحضير. 

خلاصة القول، قد نختلف على الاليات ولكنها تبقى قشورا وقد نتباين بطريقة التحضير لكن تبقى الاصول اصولا، والعلة دائما في الطباخ وطريقة الاعداد كونه الذي يحول القهوة الى بن منشط وهو من يبقي القشرة بعد تخمرها في طريقة التحضير ويغليها مع البن للمحافظة على نسبة الكافيين ليقدم باردا فيذهب العقل، لكن تبقى القهوة هي ذات القهوة. وهي التي ترمز للبداية الجديدة الخيرة والطيبة، كل عام والجميع بخير وسلام.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences