أمريكا، نقطة وسطر جديد د.حازم قشوع

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
قادرون، هي الكلمة السحرية بمضمونها ومغزاها التي كانت وراء وصول الشاب ذي الاصول الافريقية الى سدة الحكم في البيت الابيض، وقادرون ايضا هي من عملت بطريقة او باخرى لعودة نموذج الحزب الديموقراطي الى بيت الحكم في واشنطن ممثلا في بايدن /هاريس كما يعول على «قادرون» ان تقدم نهجا جديدا في قيادة العالم من جديد على يد خليفة اوباما ونائبه جو بايدن الرئيس الامريكي المنتخب في تقديم برنامج من اجل المواطنة وقيمها، ومن اجل الديموقراطية ونهجها، ومن اجل العدالة التي هي اساس مشروعية الحكم.
فلم يكن احد يتصور ان المجتمع الامريكي سيقوم بتغيير عرف اقوى من الدستور، استمر لاكثر مئتي سنة، عندما كان يميز الرجل الابيض دون غيره بمذهبه وعرقه بالدخول للبيت الأبيض، أما وقد فعلها الشعب الامريكي وقال كلمة واضحة جسدتها قادرون، على التغيير والتغير وقادرون على تجسيد النهج الديموقراطي الدستوري دون تميير كان جاء مع تكوين الاعرف السياسية السائدة، حيث شكل اوباما رمزية سياسية جسدت ارادة معظم النخب السياسية، وهذا ما جعل من الولايات المتحدة تقدم نموذجا ديموقراطيا للعالم، كما قدمت منطلقا تاريخيا يحسب لها في التاريخ الحديث.
ومن يقرأ مذكرات اوباما في كتاب الارض الموعودة يدرك اهمية تاثير اللحظة التاريخية على المجتمع الامريكي التي قادت اوباما للبيت الابيض، عندما تصالح المجتمع الامريكي مع ذاته وقال كلمته التي حملت تاثيرا كبيرا حتى على بقية المجتمعات وان كانت حاولت بعض القوى المنظمة اختطافها عن مسارها الذي كان يستهدف اعادة انتاج بيت القرار في اغلب المجتمعات وفق منطلقات ديموقراطية، واحداث مشاركة مدنية وشعبية واسعة في صناعة القرار، لكن سوء التطبيق كان قد لازم نهج التنفيذ.
واليوم، والرئيس جو بايدن يقود وأمريكا الى مرحلة جديدة في تقديم نموذجها ورسالتها تجاه الشراكة الدولية التي كانت فقدتها في مسرح الاحداث السياسية في عهد ترامب بعد ما تم اختطافها لتحقيق اجندة لم تخدم الدبلوماسية الأمريكية بقدر ما تم تجييرها لصالح قوى نافذة شرق اوسطية، فان العالم يتطلع لتعديل مسارات الاتجاهات وبما يسهم بتحقيق حالة السلم الاهلي المستهدفة في المجتمعات المحلية والاخرى الاقليمية، وبما يعزز من مناخات الامان والاستقرار وينهي بؤرة الاحتقان المركزية التي تمثلها القضية الفلسطينية وبما يؤثر بشكل ايجابي واستراتيجي على واقع الظروف الامنية للمنطقة وشعوبها، فإن النخب السياسية في العالم تجتمع حول اهمية انهاء هذا الملف بطريقة مباشرة حيث تبتعد فيها سياسات كسب الوقت وسياسة المراوغة والالتفاف عن تتفيذ الاتفاقات والقرارات الامنية والمبينة.
والاردن الذي تربطه علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة لقادر على القيام بالدور المحوري في هذا المسار، بما يمتلكه من مصداقية وقرب مسافة من الأطراف المشاركة والمتداخلة، لاسيما وجلالة الملك تربطه علاقة صداقة مع الرئيس جوزيف بايدن تدعم جهوده من الوصول الى نقاط عميقة في ميادين المفاوضات اذا ما فتح هذا ملف التفاوض من على ارضية ملزمة في انهاء هذا الملف بطريقة نهائية وليست مرحلية آنية تنفيذا للقرارات الاممية وليس منطلقاتها، وهذا ما نتطلع اليه ليكون مع الرئيس جو بايدن في البيت الابيض في المحطة القادمة.
وما نريده من «قادرون» بالحلة الجديدة هو تمكين الاردن ونصرة حرية فلسطين، فالاردن يعتبر وسيبقى يعتبر عنوان الاستقرار للمنطقة ومجتمعاتها، كما فلسطين تعتبر بوابة الامن للمنطقة وشعوبها، لذا كان حري بالادارة الجديدة ان تفتح صفحة عبر هذه البوابة لاعتبارات استراتيجية يمكن البناء عليها مستقبلا عند تشكيلها باعتبارها تشكل نموذجا للسلم الإقليمي والتنمية في المنطقة واخرى سياسية من واقع قدرتها على التمدد بالمشهد العام بطريقة مقبولة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences