تعلمنا ان رغبات القادة اوامر وتنفذ فماذا عن الوعود الملكية ..؟؟
الشريط الإخباري :
(المقال الذي اعجب اللمرحوم الباشا عبدالهادي ولكن طلب تأجيل نشره) ...
هذا المقال الذي استقيته أثناء حديثي مع المرحوم عبدالهادي باشا عليه رحمة الله ورضوانه ، وعندما كتبته وعرضته عليه قبل نشره ، فاتصل معي هاتفيا و طلب مني تأجيل نشره وتَخوف من ان يحرج بعضا من القيادات العليا بتفاصيله ..
كان مخلصا ومؤدبا وخلوقا ومبدعا ومعطاء رغم الجفاء والجحود والنكران الذي واجهه الباشا حتى اثناء مرضه من قبل الدولة . وإليكم هذا المقال :
.................
.................
لا أعرف من اين أبدأ مقالتي هذه ، ولكنها تتمحور حول واقعتين يشهد عليهما شخصية أردنية والتي هي من تلقت الوعود من جلالة الملك مرتين، ولكن للأسف لم تقم الحكومات ولا الديوان الملكي بتنفيذ ما وعد به جلالة الملك .
الواقعة الأولى كانت من خلال جلسة ودية التقيت بها مع العم معالي المهندس عبدالهادي المجالي الذي كان ضابطا بالجيش العربي ووصل الى رتبة فريق أول وتسلم وظيفة رئيس لهيئة الأركان المشتركة ، ثم بعد ذلك سفيرا بواشنطن و مديرا للأمن العام ووزيرا للأشغال ثم رئيسا لعدة دورات لمجلس النواب الأردني ، وكلنا نعرف انه تعرض لوعكة صحية خطيرة تفاقمت وتطورت معه نتيجة لأخطاء طبية في مستشفيات اردنية كادت أن تودي بحياته لولا عناية الله به ، حيث تم نقله طارئيا للمعالجة بالخارج ، ويا للأسف أن يكون هناك هرما أردنيا بحجم الفريق أول الركن المتقاعد عبدالهادي باشا المجالي وهو الذي يعتبر مؤمن طبيا حسب نصوص القوانين العسكرية والمدنية ، ولكن الدولة تتخلى عن تتكاليف علاجه ولا يتعرف عليها التأمين الصحي العسكري و المدني ، حيث تم علاجه على نفقته ونفقة أهله ، رغم ان هذا الأمر وصل لمكتب جلالة الملك وصار هناك وعود ملكية وأوامر صدرت لرئيس الديوان الملكي والقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية بأن يتكفلوا بمصاريف ونفقات علاجه ، رغم أن هذا حق له ولا يحتاج به الى تلك الوعود او الأوامر .
والحالة الثانية كانت
قبل حوالي عشر سنوات عندما زار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه جامعة مؤتة من اجل تخريج فوج ضباط من افواجها ، وفي تلك الزيارة تم الطلب و الرجاء من جلالة الملك أن يأمر بتحويل كلية الزراعة في لواء القصر الى جامعة تقنية زراعية وذلك بسبب بُنيتها التحيتية وإمكانياتها التعليمية وتاريخها الذي ابتدأ من خلال مدرسة زراعية وحيدة في المملكة تنتج كل انواع المزروعات وتربي كل انواع الحيوانات المفيدة من ابقار وأغنام ودجاج ومشتقاتهم ، وكذلك أيضا بسبب جوارها إلى مركز البحوث الزراعية التابع للأمم المتحدة .
وشاءت الظروف والصدف أن الذي تقدم بهذا الطلب والرجاء لجلالة الملك هو عبدالهادي باشا حيث شرح أهمية وجود مثل هكذا جامعة يحتاجها الوطن والقطاع الزراعي والصناعي ، حيث شرح أيضأ اهميتها للمجتمع المحلي الذي يحتوي على اغلبية كاسحة من المزارعين قد تقطعت بهم السبل بسبب البعد عن مركز العاصمة وتحولت اراضيهم الزراعية الى اراضي عمرانية او الى اراضي بور قاحلة نتيجة قلة الاهتمام بها من قبل المزارعين الذين كانوا بالماضي ينتجون ربع محصول المملكة من الحبوب والبقوليات ، اضافة الى ارتفاع مستويات البطالة باللواء بين الشباب مما أدى الى انتشار أفة المخدرات وتوجههم لإعتناق الفكر الارهابي المتطرف الذي يؤدي الى تربية الحقد والكراهية للدولة وأنظمتها وأجهزتها .
وللأمانة عندما سمع جلالة الملك هذا الشرح قام بإعطاء وعد لعبدالهادي باشا وأصدر أوامره الى رئيس الحكومة ورئيس الديوان الملكي بتحويل الكلية الزراعية الى جامعة تقنية زراعية ، وحتى لا يتم تناسي هذا الأمر الملكي طلب الباشا عبدالهادي من جلالة الملك بأن يعتبر هذا الأمر والوعد هو بمثابة إرادة ملكية واجبة التنفيذ ، فكان الجواب من جلالة الملك حفظه الله ورعاه بالموافقة حيث تم تكليف معالي وزير الداخلية آنذاك حسين باشا هزاع المجالي بالمتابعة ما بين الديوان والحكومة لتنفيذ الإرادة الملكية والوعد الملكي .
ولمزيدا من الإيضاح عن هذه الكلية التي لا يستفاد أي شيء من وجودها على مستوى المجتمع المحلي سوى أنها حرمتهم من 400 طالب يدرسون بها إبان أن كانت مدرسة حيث كانوا يبيتون بسكنها الداخلي مما يؤدي الى تنشيط الحركة التجارية باللواء .
أما آن الآوان وبعد عشر سنوات ان يتم تنفيذ الإرادات والوعود الملكية التي أمر بها جلالة الملك سواء كان بتغطية نفقات معالجة المتقاعدين العسكريين الذين حاولوا ان يتعالجوا بالوطن ولكن امكانيتنا الطبية لم تسمح بذلك ، او الأمر الملكي بتحويل الكلية الزراعية في لواء القصر الى جامعة يحتاجها الوطن والمجتمع العلمي وتؤدي إلى التقدم والتطور والاكتفاء الذاتي من منتوجاتنا الزراعية ، وخصوصا أننا نمر في زمن كثرت به الأزمات الوبائية وسادت به الحروب واللجوئات الإنسانية وقلة به الإنتاجات الزراعية والغذائية ، وأنعدمت به أيضا المساعدات التضامنية مابين الدول العربية والصديقة .
ولهذا إذا كانت رغبات القادة أوامر ويجب أن تنفذ ، فماذا نقول عن الوعود والارادات الملكية التي صدرت من حضرت صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
والباقي عندكم .