عندما يتدخل الملك المعزز ... بقلم / د. حازم قشوع
الشريط الإخباري :
في تدخل ملكي ميداني مباشر هب جلالة الملك الى نجدة مستشفى السلط الحكومي والوقوف عند الحادث المأساوي الذي تعرض له مرضى العناية الحثيثة في المستشفى نتيجة انقطاع الأكسجين عنهم في خطأ اداري ولوجستي واضح.
وبتوجيه ملكي ميداني تمت اقالة مدير المستشفى لمسؤليته الادارية واستقالة وزير الصحة لمسؤوليته السياسية.
ولعل سرعة التدخل الملكي هذه تؤكد مقدار العناية التي يوليها جلالة الملك للمشهد العام وحجم المتابعة الحثيثة لمجريات الامور في الحرب التي تشنها الدولة ضد الوباء، هذه الحرب التي مازالت تكبدنا خسائر بشرية ومادية نتيجة شراسة هذا الوباء وخباثة تحوله ونتيجة عدم التزام الشركات العالمية بتوريد الفاكسين المطعوم حسب الوعود التي كانوا قد التزموا بها عند توقيع الاتفاقية والتي كان ينقصها شروط جزائية على الشركات العالمية في حال عدم ايفائها بالتزامات التوريد وهذا ما يعزوه بعض القانونيين، وهذا ما بحاجة الى مراجعة قانونية للنظم والاتفاقات التي يتم ابرامها مع الخارج لا سيما وان الامر لا يحتمل الانتظار او حتى الصبر نتيجة الخسائر اليومية والاصابات التي باتت كبيرة وذات دوائر تاثير واسعة.
هذه الحادثة الماساوية المؤسفة ينتظر ان تفتح الباب على مصراعيه لمراجعة شاملة تطال كل المنظومة الادارية وخلية الازمات الصحية واركانها بما بسمح باعادة توظيفها لتخدم النسق العام وتستجيب للظروف الوبائية المستجدة التي ارتفعت فيها نسبة الاصابات فيما ينتظر ان تشمل ايضا على النواحي الادارية واللوجستية والتوعوية بما يجعلها قادرة على الحد من انتشار الوباء من جهة وشراء المطعوم بالسرعة الممكنة من جهة اخرى حتى لو استدعى الامر استخدام القطاع الخاص في عملية الشراء من خلال البروكر التجاري.
وكما ينتظر ان تطال ايضا هذه الاجراءات ضوابط حازمة اكثر في عملية الالتزام المجتمعي والشعبي في الضوابط الصحية والوقائية افرادا ومنشآت بما في ذلك استخدام عملية الحجر المنزلي والعزل المناطقي الطويل لحين وصول المطعوم والشروع بعملية التطعيم على ان ياتي ذلك ضمن خطوات سريعة منظمة وممنهجة، هذا اضافة الى اجراءات اخرى متممة تطال التخفيف من وطأة الحالة المعيشية في القطاعات المتضررة والافراد.
التدخل الملكي ينتظر ان يحمل اجراءات مركزية وشاملة تغير في سياسات التعاطي مع الوباء، فلقد بان واضحا ان جلالة الملك عازم على تغيير النهج الاداري في ادارة هذا الملف ليحقق سرعة الاستجابة المطلوبة وربما تكون هذه الاستجابة ميدانية وهذا ما سيجعل المشهد العام يرتبط بجلالة الملك بشكل مباشر لبعث روح الاطمئنان للمجتمع ويدعم الجيش الابيض بما يستحق من دعم ليعزز هذا التدخل الملكي من تمكينهم الميداني بمشاركة الجيش والمؤسسات الامنية في حرب الاردن ضد الوباء.
فلا يسعنا في هذا المقام الا ان نترحم على وفيات الاردن ونبتهل من الله جلت قدرته ان يرفع عنا الوباء وان يشفي مرضانا ونشد على ايدي الجهاز الصحي والامني والعسكري بما يجعلهم قادرين على تحقيق النصر على هذا الوباء اللعين الذي سننتصر عليه بحكمة قيادة وعزيمة شعب مؤمن وصبور عبر الالتزام التام بالتعليمات الصحية الوقائية ومن خلال مساهمة الجميع بدعم الجهود المبذولة للقضاء على هذه الجائحة الخطيرة حتى ننتصر عليها.