اللحظة التاريخية والعناوين العشرة .. بقلم / د.حازم قشوع
الشريط الإخباري :
هنالك عشرة محددات يمكن ان تشكل عناوين لازمة كورونا وما بعدها، عالم ما بعد كورونا اسوأ من عالم بعد كورنا فان الازمة واثارها في كورونا جعلت من الكل خاسرا وقد يكون الخاسر الاكبر امريكا والصين، كما ان اثارها يتوقع ان تمتد الى اجيال، لانها تشكل بداية حقبة جديدة لذا يعتبرها الكثير من المتابعين باللحظة التاريخية وان كانت اثارها باتت تشكل طابعا يشكل منها المجتمع عاداته الجديدة ومسلكياته على كافة المستويات الاجتماعية وهذا مرده لانعكاسات تاثير كورونا على الجوانب المعيشية والحركة الاقتصادية لاسيما الخدماتية في القطاعات السياحية والتعليمية والصحية.
اما العناوين العشرة فانها تتمثل اولا في انتهاء الحرب على الاسلام وشيطنة القائمين على نماذجه السياسية والفكرية على اختلاف مسمياتها على مدى الحقبة المنصرمة وهو يتوافق مع نظرية كسنجر ونيكسون في القضاء على المخاطر الحضارية التي يمثلها الاسلام العربي والكونفوشسية الصينية.
اما العنوان الثاني فانه يتمثل في انتهاء العولمة بشكلها التقليدي وتغيير نهجها بشكل عامودي بما يتوافق مع مصالح الدول النافذة ضمن المناخات الجديد ومحددها التي ابتعدت عن المقاييس السابقة وهذا ما قد يبعدها عن المنطلقات القيمة التي باتت لا قيمة لها في مقاييس العلاقات الدولية وميزان التجاذبات الاممية.
واما العنوان الثالث فانها تشكله حالة التدهور في الضابطة المركزية للنظام العالمي وتسارع الخطى بطريقة لافتة من اجل بناء نظام دولي جديد مما يؤدي ذلك الى تغيير في مراكز النفوذ العالمي على صعيد بيت القرار وعلي مستوى مراكز النفوذ الاقليمية، والعنوان الرابع فانه يقوم على دخول العالم في حرب باردة بين الصين والولايات المتحدة وهذا يتوقع ان يدخل من باب ايجاد شبكة انترنت صينية تنافس الامريكية وتقسم فيها العلوم المعرفية الى مصفوفات متناقضة بين المجتمعات واما العنوان الخامس فانه يتمثل في تمدد مناخات الاستبداد عند الانظمة وطغيان الحكومات في فرض سياساتها على الشعوب بالقوة وفرض الايقاع الامني للدولة وفق نظرية جدلية تقوم على ان الامن اسمى من الحرية، ومركزية فرض الايقاع قادرة على التقدم بالانتاج والانتاجية وهذا سيشكل احد المسارات التي ستتناولها الكثير من المناهج السياسية.
واما العنوان السادس فانه يتمثل في استفحال ازمة الغرب بين المكونات النافذة الاوروبية وحالة الاقتسام المذهبي بين المكونات الذهبية الثلاث الارثوذكسية والكثالوكية والبروتستنتية اضافة الى قدرة الناتو الفعلية وتاثير الهجرات على الطييعة الديموغرافية والحركة الاقتصادية وبتنوعها الانتاجية والمعرفية بعد تراجع الدور الاوروبي بالتنافس ووقف مستويات النمو.
واما العنوان السابع فانه يتمثل في البدء في العد التنازلي لتراجع الدور الامريكي في قيادة العالم اذا لم تنجح الرؤية التي يقودها الرئيس الامريكي جو بايدن في قيادة العالم من جديد، اما العنوان الثامن فانه يمثله الجانب الاقتصادي بالشق الذي يقوم على منهجية التقسيم الدولي للصناعة الانتاجية والتكامل الاقتصادي بين الدول عن طريقة التكامل الانتاجي في التصنيع فان هذه المنهجية بحاجة الى اعادة صياغة تقوم على التصنيع الكلي للمنتج في بلد التصنيع وانهاء شبكة التصنيع بالتواتر الانتاجي، اما العنوان التاسع فانه يقوم على تغيير دور شبكة التواصل الإجتماعي التي باتت تشكل مساحات نفوذ واسعة في العالم الافتراضي وفي الذهنية الانطباعية التي باتت اهم من الحقيقة وقدرة نفوذ هائلة وذلك عن طريق اعادة تنظيم شبكة التواصل وتقسيمها واعادة توظيفها حتى ينهي ذلك او يقنن دول الفيس بوك وجمهوية التويتر ومملكة الواتس اب من التحكم والسيطرة، اما العنوان العاشر فانه يقوم على اعادة تشكيل منظومة الشرق الاوسط لتحمل عناوين جديدة ويعاد تشكيلها لتتشكل من رحم الفوضي والتي يتوقع ان تظهر ما بعد كورونا والتي ينتظ ر ان تقوم على هيمنة النفوذ الاقليمي في داخل المجتمعات مع تراجع الدور العربي في مكانة المحيط الإسلامي، يليها مناخات معاناة تهيمن على شعوب المنطقة جراء العوائد النفطية على مدخول موازنات دول المنطقة.
وهي العناوين العشرة التي نحن بصدد التعاطي معها، وتشكل معطى حقيقيا يمكن البناء علية ورسم اطر استراتيجية يمكنها ان تتعاطى معه وبكل ما فيه من اسقاطات وإضافات، وهي العناوين التي لن تخرج عنها السياسات القادمة المحلية والاقليمية وحتى الدولية، فهل يمكن البدء بإعداد استراتيجية عمل حقيقية تاخذ هذه العناوين باعتبارها تشكل محددات حقيقية لخطة تنفيذية تراعي فيها الترسيم الاستباقي للتعاطي مع نشاة التكوينات والسياسات الجديدة، وهو السؤال الذي سيبقى برسم الاجابة لحين تشكل جملة التعاطي الذاتي