العين شراري الشخانبة يكتب .. الأردنيون أهل الجود وملح الأرض والبارود ...

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

الأردنيون أهل الجود، ملح الأرض والبارود

بداية رحم الله موتانا في السلط الحبيبة وفي الأردن الغالي! ونتضرع إلى الله عز وجل أن يزيل عنا هذه الغمة وينعم علينا بالصحة والعافية وديمومة الأمن والأمان.

نحن على مفترق طرق وأمامنا منعطفات قد تودي بنا للهاوية –لا سمح الله- إن لم نتأنى ونحكم العقل والرشد لنتصدى للتحديات الكبيرة التي تجتاح العالم أجمع. اليوم نستذكر أجدادنا الأردنين الذين وقت الشدائد إتحدوا، وإستجمعوا قواهم ورفعوا أيديهم للسماء طالبين العفو من الله والعافية. نستذكر أقوالهم يوم المحن واضعين خلافاتهم وراء ظهورهم، ملتزمين بوحدة الحال والحل، مترابطين كالجسد الواحد لمواجهة الأزمات ومتكاتفين دوما رغم تواضع الإمكانيات والموارد. هكذا كنا وسنبقى مؤمنين بوحدة المصير، يساند بعضنا بعضا ونلمم جراحنا كي نقوى.

قال الأجداد قديما " الشدايد على أهل الجود ماهي ثقيلة"

ما أحوجنا اليوم  يا أبناء شعب الأردن إلى شحذ الهمم لمواصلة البناء وبذل الغالي والنفيس للحفاظ على إستقرار أمتنا، فكلنا من موقعه مسؤول عن الإصلاح والدفع بالوطن لبرالأمان. لاننكرأن التحديات جسام في كل القطاعات وعلى كافة الأصعدة. ولم تبنى الأوطان يوما بدون وجود تحديات إذا تعاملنا معها بكفاءة وبروح الفريق الواحد سنهزمها وسنبني مستقبلا أفضل. وهناك دائما فرصة يجب علينا أن نجدها ونستثمرها لمواجهة التحديات ونقاط الضعف التي تشتكي القطاعات الحيوية منها. رغم قسوة جائحة الوباء ونتائجها السبلية، إلا أننا لا زالت لدينا الفرصة للإصلاح والتطوير، لا أحد منا يقبل أو يتقبل أي تقصير ولو بسيط في خدمة الأردنين وبالذات في شؤون الخدمات الصحية والعلاج. إن ما حدث من تقصير في مستشفى السلط مدان ومرفوض من قبلنا جميعا، وأكد ذلك قولا وفعلا سيد البلاد جلالة الملك عبدالله بعدم قبوله بالتهاون مع أي تقصير في حق الأردنيين وبأن تلك الحادثة لن تمر دون حساب. ونحن الأردنيون على ثقة تامة بإهتمام جلالة الملك وإصراره على محاربة الفساد. اليوم وبإنتظار نتائج التحقيق في قضية مستشفى السلط، واثقين بأن القيادة الحكيمة التي رسخت أن الإنسان أغلى ما نملك، ستكون بالمرصاد لمن قصر وغفلت عينه عن أداء الواجب بأعلى درجات الحرص والأمانة. و سنقف جميعنا خلف القائد ندعم قراراته السديدة وتوجهاته خالصة الإنتماء.

جميع تلك التحديات لا يجب أيضا أن تغشي أبصارنا عن الحقيقة، فرغم السلبيات لا تزل هناك إيجابيات جمة ، فنحن رغم ضيق الحال لدينا الموارد البشرية المؤهلة على المستوى العالمي ولدينا البنية التحتية اللازمة والتي منذ بداية الأزمة تضافرت الجهود لتطويرها وتحسين الخدمات المقدمة. ولقد أثبتت تلك الجائحة في العالم كله أن المسؤولية تقع على الجميع في محاربة هذا الفيروس اللعين ولا تتحملها فقط جهة واحدة، ولا بد لنا من مواصلة ما بدأناه منذ عام وكنا مثالا للإلتزام ورفعة الوعي.

تخرج علينا بعض الأصوات المحرضة في عز الأزمة الصحية وإرتفاع أعداد الإصابات وإزدياد القلق خاصة في أن القدرة الإستعابية للمستشفيات قد تزعزت والكوادر الطبية أستنزفت وللاسف لا يمر يوم إلا ونفقد أحباء وغاليين بسبب هذا المرض. تلك الأصوات الغير مسؤولة التي تنادي بكسر الأنظمة والقوانين و التجمهر في أكثر الأوقات خطرا، لا بد أنها أصوات عديمة الوعي والأمانة. إن التحديات الإقتصادية التي توالت علينا حرجة جدا طالت كافة أبناء الشعب ولم تكن تفرق بين هذا وذاك ، نعم لا أحد ينكر عواقب الجائحة خاصة في الأقتصاد والأعمال. جميعنا نحاول بكل الإمكانات مواجهة هذا الوضع السيء ونعلم علم اليقين أن المعاناة تزداد ولكن أتحل الأمور الدقيقة بجلب مشاكل أكبر؟ أتكون المخاطرة بأرواح الناس هي السبيل للنجاة؟ هل الدعوة للمظاهرات ستنقذ الوضع؟ منذ متى كان الحل بالفوضى؟ ألسنا نحن من ينتقد الفساد وندعو لسيادة القانون حتى يعم العدل؟ فكيف بنا الآن نريد خرق القانون وزج ابناء الشعب الواحد في مصائب ودمار كبير. إن الحس بالمواطنة وتحمل المسؤولية يقتضي أن نفكر بتعقل وأن نتأنى، لا تنفعنا ممارسات الفزعة و الفوضى. يجب أن نضغ مصلحتنا الشخصية جانبا لنفكر بمصلحة وطنية شاملة وبأدوات إصلاح فعالة في الوقت الصحيح. أيها الشرفاء أنادي فيكم بصيرتكم حين تشتد المحن، أيها العقلاء المنتمون بصدق لهذا الثرى، إن من نفقدمهم اليوم من المرض لهم أبآنا وأمهاتنا وأهلنا، هذا الطبيب وتلك الممرضة هم إخوتنا وقد أنهكهم التعب والخوف. 


كيف نريد الإصلاح ونيل الحقوق دون أن نحكم الوعي ونغلب المصلحة العامة، أيها الأردنيون أحفاد العظماء بناة المجد، أناشد ضمائركم الخيرة التي ما إعتادت إلا أن تغيث المظلوم وتساند الضعيف وقت الضيم، لنحب الأردن في السراء والضراء لنكن اليد التي تمتد نحوه لتحميه وليست اليد التي تنال من أمنه وأمن شعبه.

إن السكوت على الخطأ ومحاولة إلقاء الحمل على الحكومة والمسؤولين ليس هو الحل، يجب علينا كمجتمع وأفراد أن نتحمل المسؤولية وإلتزامنا الأخلاقي إتجاه بعضنا وإتجاه الوطن.

 حمى الله الأردن وقائدنا المفدى

العين شراري كساب الشخانبة





 




 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences