الشريط الإخباري :
محمود المجالي
المتابع لصرامة ملامحه قد لا تتيح للبعيدين عنه اقتراباً، لكنه وحسب قريبين فإنه يتصف بالدماثة والديناميكية والكلام لكل الذين يجادلون بأن "الباشا” صريح ومباشر وحازم وقد شَكّلَ الباشا حسين الحواتمة رقما صعبا بين القيادات الأمنيه لأزيد من عقد من الزمان، فأقواله ومواقفه عادة ما تسير بها ركبان.
الباشا حسين الحواتمة يتمتع بحضوره القوي وصوته الرخيم الذي يضفي مزيد من الهيبة على شخصيته فقليلون هم من عبروا التاريخ من أوسع أبوابه وتركوا بصماتهم الواضحة فيه ليساهموا بشكل أو بآخر في تغيير الكثير من الأحداث داخل وخارج الوطن، فاستحقوا منا عظيم التقدير لهم ولجهودهم الفذة..!
لحضوره هيبة الأبطال، ولنظرته حدة الصقر، يحمل في طيات ذاكرته حب وولاء وانتماء للقيادة وللشعب ليجعل من طفولته المحملة بالصعاب بوابة واسعة يطل من خلالها على أجمل ميادين الرجولة والعز والكرامة، فكان دائماً عالي الرأس مرفوع القامة يخطط للمستقبل ثقته بإيمانه الراسخ، ناظراً إلى الأرض الأردنية بأعتبارها أسود المجد والقلعة الحصينة ضد من تسول له نفسه العبث بأمن الأردنيين .. وسعى طيال حياته العملية العامرة بالمنجزات والمواجهات الحاسمة، من أجل الذود عن هذا الحمى، وحفظه للأجيال القادمة، وهو هاجس حمله الأردنيون جيلاً بعد جيل.
دخل الخدمة العسكرية منذ نعومة أظفاره وريعان شبابه، فأصبح جنديا قبل الأوان وكأنه يسابق الزمن، فلقد ارتبطت العسكرية بالشهامة والكرامة للدفاع عن الأوطان ومجدها العريق.. لذا أقبل على الجيش الأردني وتميز فيه جنديا وقائدا ، وسطر على خطوط النار وفي ميادين الرجولة أروع صور البطولة والفداء، فقد روى والده وأجداده بدمائهم أسوار القدس، وكانوا في طليعة مواكب الشهداء البررة،
تحول مهم آخر في حياته عندما عين مديرا للأمن العام
واسندت اليه مهمة دمج الثلاث أجهزة الأمنيه بإدارة واحدة
وفي هذه المعادلة الوطنية الحاملة للهم الإنسان الأردني، برز إسم مدير الأمن العام الباشا حسين الحواتمة وهو الرجل إبن القبيله الأصيلة المولد والنشأة والانتماء، والذي حمل معه في حله وترحاله رائحة الثرى الأردني الشامخ لـمدينة مأدبا حيث ولد ، ليكون ابن قبيلة بني حميدة الشامخة، الباشا الحواتمة النموذج الحقيقي لمصنع الرجال، وفياً لأردنيته ولمنصبه وقبلاً فخوراً بناسه وأهله تحت ظل العباءة الهاشمية، التي انطلقت بأمجادها صانعة للتاريخ العربي الذي انطلق مع رصاصة الثورة العربية الأولى لجد الهاشميين والأردنيين..
تدرج الباشا في مناصب عدة، كان خلالها الرجل المسؤول بمعايير إخلاقية أسهمت بوجوده قريبا من الواجهة الرسمية فبعد أن عركته الحياة كأجمل فرسانها في ميادين الشرف والعسكرية كتلميذ مرشح ليتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة عميد - قائدآ للواء الأمير حسين بن عبدالله الثاني الصاعقة/28 الملكـــية_ لينتقل بعدها لرئاسة المنظمة العالمية لقوات الشرطة والــدرك ( FIEP) وما رافق ذلك من حراك ذي صلة بمؤسسات الدولة الأردنية الاجتماعية والاقتصادية تسلم بعدها الباشا المديرية العامه لقوات الـدرك مديراً عاما
وكان نعم المسؤول فقد حقق نجاحا مبهرا في تطوير وتحديث جهاز الدرك بما يتناسب مع توجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.
يدعمه في ذلك إلى جانب الإرادة الملكية السامية أنه إبن الأردنيين وبما يتصف به من كرم النفس ورحابة الصدر ، فاتحاً قلبه ومكتبه للجميع ، لإيمانه بأن من يدق بابه فإنه يدق باب ابو الأردنيين جلالة القائد الانسان .
أتت الإرادة الملكية السامية بتعيين اللواء الركن حسين الحواتمة مديرا للأمن العام وتم تكليفه بدمج الدرك والدفاع المدني مع الأمن العام ويعرف عن الباشا أنه يولي جميع اهتمامه للمنصب الذي يكلف به، الباشا الحواتمة وحسب ما يصفه المقربون منه "هو من طينة الرجال الذين لا يمارسون واجباتهم (من مكاتبهم) وهو الذي عرف البلاد وأهلها من شمالها الى جنوبها و تعرف على الناس وظروفهم و أحوالهم."، ولم يأتهم من برجٍ عاجي، وإنما من رحم الشارع الأردني...
(طوبى لمن آمن بالوطن وقيادته وأهله وما بدل تبديلا)
الحديث يطول عن حسين باشا الحواتمة وأكتب شهادة حق رغم عدم معرفتي به بشكل قريب ولكن الواقع يجبرني ان اقول الحق.
حمى الله الاردن قيادة وشعباً لبيقى عصيا على كل المؤمرات والمارقين والمندسين والى الامام للمخلصين في هذا البلد الاشم ...