أ. د. اسلام مساد يكتب .. عيدُ الاستقلال.... عيدُ الإرادةِ والعزيمة
الشريط الإخباري :
بقلم: الأستاذ الدكتور إسلام مساد
مدير عام مستشفى الجامعة الأردنية
نستذكِرُ اليوم في الذّكرى الخامِسَةِ والسّبعين لاستقلالِ مملَكَتِنا الحبيبة وَبِكُلِّ اعتزازٍ وَشُموخٍ وافتخار، سيرةً حافِلةً بالإنجازِ وَالعطاءِ وَالإِصرار، بِقيادَةِ الغُرِّ الميامين من أشرافِ آلِ هاشمٍ الأطهار الذينَ صَنعوا المَجد، وَشيّدوا صُروحَ الوطَنِ الشَامَخَةِ بِحِكمَةٍ وَحِنكَةٍ قلَّ نظيرُها، يُعاضِدُهُم نحوَ رِفعةِ الوطن رِجالٌ واصلوا الليلَ بالنَهار بِكُلِّ عَزيمةٍ وَثبات، جُلَّ همِّهِم وَغايَتِهم أن يبقى الأُردُن قويّاً عزيزاً منيعاً، وواحةَ أمنٍ واستقرار، رَغمَ أَلسِنَةِ اللهَبِ وَالنِّزاعات التي تعصِفُ من حَولِه، لِتَظَلَّ المَملَكةُ الأُردنِيَّةُ الهاشِمِيّة شاهِدَاً حيّاً على حُلُمِ الحُريَّةِ وَالانعِتاقِ مِنَ الاستِعمار.
يومُ الاستقلال، يومٌ يحِمِلُ في طيّاتِهِ أجملَ ذِكرياتِ الماضي، التي تَهُبُّ بِنَسَماتِها العَطِرَة على سماءِ الوطن، تاريخٌ صَنَعَهُ رِجالٌ عُظَماء وَلم تَصنَعْهُ المُصادَفَة، وَسطّرَهُ الأَجدادُ وَالآباء، مُعلِنينَ مِيلادَ فَجرٍ جَديد مُفعَمٍ بالأَمَلِ وَالمُستَقبَلِ المُشرِق، وَأَرواحٍ تتنفّسُ حُبَّ الوَطَن.
وَنحنُ في غَمرةِ احتِفالاتِنا بِعيدِ الاستقلال، نَتطلّعُ والأملُ يحْدونا إلى اليومِ الذي نحتَفِلُ بِهِ باستقلالِ فلسطين الشقيقة وعاصِمَتُها القُدس الشّريف وَنيلِ حُريَّتِها المَسلوبة، فَالتاريخُ يشهَدُ بأَنَّ أَمانَ وَاستِقرارَ فِلسطين الشُّغلَ الشَّاغِل وَالهَمَّ الأَوّل وَالأخير للدَّولةِ الأُردُنيّة وَشَعبِها، فَالعلاقةُ بينَ البلدين لا تحكُمُها الحُدود، وَإنّما تحكُمُها رابِطَةُ الدّمِ الممزوجّةِ بِعَبَقِ التّاريخ، وكما قال المغفور لهُ جلالَةُ المَلِك الحُسين بن طلال -طيَّبَ اللهُ ثراه-: "إنّ القضيّة الفِلسطينيّة هِيَ حَجَرُ الزّاوية في سياسَةِ الأُردُنِّ الداخِلِيَّة وَالخارِجِيَّة، وَلَئِن كانت القضيّة مُقدّسة بالنّسبَةِ للأُمّةِ العربيّة، فَهِيَ مَسألَةُ حياةٍ أو موت بالنِّسبَةِ للأُردُن".
خِتاماً، فإنّنا في مُستشفى الجامعةِ الأُردُنيّة، وَنحنُ نتفيّأُ ظِلالَ هذهِ المُناسبةِ الوطنيّةِ الغالية، لَنؤكِّدُ على استِمرارِ العَمَلِ وَالعطاء وَبَذلِ المزيدِ مِنَ الجُّهدِ وَالوقت لِخدمَةِ الوَطَنِ وَأَبناءِه، وقائد الوطن الغالي عميدِ آل البيت جلالَةُ المَلِك عبدُ الله الثاني ابن الحُسين المُعظَّم حَفِظَهُ الله، مُلتَزِمينَ بِتطبيقِ رُؤيَتِهِ الثّاقِبة وَأَفكارِهِ الخلاقة وَمُبادَراتِهِ النّوعيّة التي تَصُبُّ في خِدمةِ الوَطَن وَالمواطِن، فَهَنيئاً لِمَليكِنا وَللأُسرةِ الأُردُنيّةِ الواحِدَة بِعيدِ استقلالِها، داعينَ لِمَزيدٍ مِنَ الإِنجازاتِ الكَبيرةِ على دُروبِ الخَيرِ وَالعَطاءِ وَالازدِهار.
عيدُ استِقلالٍ مُبارك لِكُلِّ مَن يعمَل مِن أَجلِ أَن يصونَ الوَطَن، وَيحفَظَ مُكتَسباتِهِ التي حقّقها الآباءُ والأجداد، وَيبني عليها، لِتَظَلَّ رايتُنا عالِيَةً خفّاقةً على الدوام.
كُلُّ عامٍ وَالوَطَن وَقائِدُ الوَطَن وَوَلِيّ عَهدِه الأمين، وَالشَّعب الأُردُنيّ الأَبيّ بأَلفِ خير.