الاعلام الرسمي وإستمرار النوم في "حضن ميت " ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه 
استغرب بعض الاخوة ما ورد في مقال الامس والذي كان بعنوان " اعلامنا الرسمي.. محنط في حضن ميت" ،المنشور عبر صحيفة أخبار البلد الاليكترونية وصحيفة الشريط الاليكترونية "، وعندما ذكرت حجم المصائب التي حلت بالاعلام كمهنة وبالاعلاميين أصحاب المهنة الحقيقيين ، وكشفت لهم عن اسماء من ادعو او يدعون بأنهم اعلاميين نتيجة تقصير القوانيين أو نتيجة عدم مبالاة الاجهزة المعنية بمتابعة الاعلام وفي ملاحقة هؤلاء ،بل أن الحكومات المتعاقبة  وأجهزتها هم من يرشح غير المختصين أو اصحاب التجربة البسيطة ليتولوا قيادة  المؤسسات الاعلامية او الادارات الاعلامية كما حصل مؤخرا، من هنا استغرب الاخوة وجود مثل هذه المخالفات التي الحقت وتلحق الضرر بالمهنة واصحابها الذين افنوا عمرهم بالعمل على قاعدة مهنية صحيحة ترقى الى حد القداسة ، الى أن جاء الدخلاء ومارسوا العبث مستغلين بعض ثغرات القانون،فمارسوا الابتزاز وأساؤا للوطن ورموزه ،كما اوقعوا الاعلام كمهنة شريفة مقدسة كضحية لهم بما اقترفوه بحقه احيانا كثيرة ما جعله" اعلام بلا مخ" او" بلا اخلاق" وطفت احيانا كثيرعلى سطح عباراته وكلماته "قلة الادب" ، وللأسف فان هذا الحال مازال ساريا لغاية كتابة هذه السطور . 
قبل اسابيع تابعت ما نشره رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي حول ما تعرض له من إتهامات باطلة حول وجوده على دعوة غداء في منزل لاحد أصحاب المستشفيات الخاصة في شهر رمضان ،وحدوث مداهمة من قبل جهات رسمية للمنزل اثناء وجوده في هذه الدعوة  "بحسب الرواية الملفقة "، واكثر ما لفتني في ذلك قول رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي" ولأن أي جهة رسمية لم تتفضل بنشر أي شكل من النفي أو التوضيح حول مسألة المداهمة برمتها، وهل وقعت فعلا أم كانت من نسج خيال من كتبها، مدفوعا بغاية شريرة لسبب ما أو من جهة ما، رغم أن كثيرا من الجهات الرسمية تغرقنا بالتوضيحات وبيانات النفي ليل نهار، أمام هذا كله أجد نفسي مضطرا لنشر هذا البيان" انتهى الاقتباس .
ان هذه الحادثة تؤكد ما جاء في مقالة الامس حول الاعلام الرسمي الذي وصفته انه "محنط في حضن ميت "، وذلك لسببين : اولهما ان الاعلام الرسمي ومن يقومون على قيادته صمتوا صمت اهل الكهف ولم يقوموا بنفي او تأكيد حصول حادثة المداهمة لفيلا في عبدون " ما أدى الى التوسع في نشر الاخبار حولها ، وكان من المفروض أن تسارع الجهات الاعلامية الرسمية ومن دون توجيه الى التواصل مع كل الجهات الحكومية للتحقق من واقعة المداهمة او عدمها، ومن ثم نشر خبر يقطع كل الحبال مع أصحاب الخيال المزدوج من نفعي مرتزق أو مريض صعب العلاج ، وهذا ينطبق على حوادث كثيرة تفبرك ويتم تداولها دون ان تتحرك الاجهزة الاعلامية الرسمية لتأخذ دور المبادرة وتوضح حقيقة ما تم بثه .
اما ثانيهما : ان المشكلة ستبقى قائمة وسيبقى الوطن عرضة للهجمات وستبقى شخصياته عرضة ايضا للتجريح والاتهامات طالما ان هناك قيادات إعلامية لا تدفع بأتجاه التعامل مع كل القضايا بكل صراحة مهما كانت هذه القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وعلى قاعدة من الشفافية والجراءة ،وكل ذلك حتى لا يلجاء المواطن الى إعلام اخر يبث ما يريد وكيفما يريد، وبما يمثل احيانا كثيرة من تشويه لصورة هذه الشخصية الوطنية أو تلك ، ومن هنا لا بد من نهج جديد في إدارة الاعلام الرسمي وعلى القيادات الاعلامية اينما كانت ان تدرك ان التعاطي مع قضايا الوطن من حضن ميت لا يمكن أن يحمي الاردن من الهجمات الاعلامية، كما لا يمكن حماية المواطن من رشقات الاكاذيب التي تطال عقله وتعمل على ترسيخ مفاهيم ضارة به وبالوطن ،وكما هو معلوم للجميع ان حرب الاكاذيب والاشاعات من خلال مواقع التواصل الاجتماعي  هي في العصر الحالي أخطر من المناوشات العسكرية والحروب التقليدية .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences