أنا مثلك بالتكرار

إحباط..بل أكثر من ذلك..لماذا هذه المستنقعات المخيفة والمرعبة من الإحباط..؟! لماذا لا تُصدِّق أغلب ما يُقال لك؟ بل كلّ ما يُقال لك؟ لماذا صرتَ تضحك بخبث شديد وتساير من يحدّثك عن ضرورات التفاؤل..؟! 

أنا مثلك محبط..وأخذتُ على قفاي ما أخذتُ؛ من مواعظ ونصائح وإرشادات من أُناس لم يلتزموا بمواعظهم ونصائحهم وإرشاداتهم..! أنا مثلك تماماً..وجدتُ سياسياً أقنعني أن الشارع هو الحلّ وعند أول عظمة أراد أن يقنعني أن الشارع هو المشكلة..! مثلك ولا أختلف عنك حين قال لي الشيخ وهو يتحسّر على حال الأمّة: الجهاد فرض عين؛ هيّا إلى الجهاد..وحين مشّط لحيته بعد وجبة طعام فاخرة قال لي: حافظ على علاقتك مع ربّك في هذه المرحلة وهذا يكفي..! والله أنا مثلك حين حشرني ذلك الاقتصادي بالزاوية وحشر في دماغي: أن البلد على وشك الانهيار بل هي تنهار فعلاً لأنه لا يوجد فيها اقتصاديون استراتيجيون؛ وحين اشترى سيارة وشمّ إبطه حشرني بنفس الزاوية وهو يعطيني أرقاماً لا أفهمها وعن نهضة لا أراها وعن وردّ لا أشتمه..!

الاحباط الذي نحن فيه صنعه بائعو الوهم؛ تجّار التخدير؛ الممثلون الغارقون بآداء أدوارهم على مسرح مهجور الآن..! الاحباط صناعة يدوية وبدائية تدخل إليك وتتكاثر بالتكرار..نعم بالتكرار..والله بالتكرار..ولا شيء غير التكرار..!

*كامل النصيرات*

المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور

للتواصل على الواتس (0799137048)