حوارات الفايز بين إضاعة الفرص أو الأمل بالاصلاح ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه

كثيرة هي الفرص التي أضاعها الاردن بفعل ممارسات حكومية او بفعل قوى معارضة أو بفعل أصحاب المصالح الذين أدخلوا الاردن في "انفاق" او "زواريب" جهويتهم او مناطقيتهم او مصالحهم  الشخصية ،او حتى إقليمياتهم البغيضة، أوطائفيتهم العفنة أو أجنداتهم المرتبطة بمشاريع إقليمية أو دولية،اوالتي كلها موحلة لم ولن تصب في مصلحة البلاد والعباد،بل أن كل ذلك جعل الاردن بلد الفرص الضائعة بإمتياز مع مرتبة الشرف.
إن الممارسة السياسية المتبعة حاليا أتاحت للبعض إسقاط الحقائق وتشويهها،كما أدت سياسة المصالح التي مارسها بعض كبارالموظفين في زمن بعض الحكومات  الرديء،على تصوير الفعل السياسي العام بأنه حرب بين الخير والشر أو بين الحق والباطل،الأمر الذي أخضع كل عمل قامت به مجموعة من منظومة الحكم بإتجاه أصلاح هنا أو هناك إو إجتهاد سياسي عام أو إداري لتطوير أداء العمل في الدولة الى موازين أو معادلات التقلبات في توجهات المجموعة اللاحقة، ما ادى إعادة النظر في كل سياسة أو استراتيجية او خطة سابقة مع تشويهها لتمريرما يطرح من قبل المنظومة الحاكمة الجديدة وهكذا،ما أدى الى أن ينظر الجمهور بعين الريبة والشك الى التناقض في أداء منظومات الحكم المتعاقبة، وكان ذلك عامل مهم من عوامل فقدان المواطن الثقة بمؤسسات الدولة، بل أن نظرة واحدة الى ما ارتكبه البعض من سادية بحق الوطن من خلال النقد الجارح وممارسة التشويه ،هو من سمح لبعض المنظومات الحاكمة في مراحل ما أن تمارس أفعالها معتمدة على استغلال العاطفة عند المواطن أو احيانا استغلال تقلب المزاج والمواقف للبعض منا إتجاه القرارات المتناقضة والتي سببت عدم الثقة بكل ما يصدر عن الحكومات من قرارات، ونظرة واحدة الى ما ارتكب بحق الميثاق الوطني والاجندة الوطنية ومشاريع الاصلاح الاقتصادية السابقة، وما جرى في العقبة الاقتصادية الخاصة من تغييرعلى قوانينها واهدافها على سبيل المثال ، تؤكد أن اشخاصا لمنظومات حاكمة سابقة هي من عرقل الاصلاح ،وللأسف تماشت معها أحزاب ونقابات وشخصيات سياسية وازنة ومجالس نيابية كانت تدور في فلكها .

اليوم وجلالة الملك يطالب بالاصلاح والمواطن يطالب بذلك أيضا ،والنواب والاعيان والاحزاب والنقابات والفعاليات الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني المتخصصة ،أي أن كل المجتمع معني بهذه المطالبة ، لماذا يحاول البعض وضع العربة قبل الحصان أو العصي بالدواليب ؟

واليوم أيضا نقول ان لدينا فرصة ذهبية أخرى من الفرص التي تتيحها الظروف الداخلية والاقليمية والدوليةلإنجاز إصلاح حقيقي يغير كل ما نشكو منه من تقصير المؤسسات أو عجز القوانين وعدم قدرتها على ملاحقة المتغيرات والتطورات الدولية ، وهذه الفرصة التي يقودها شخصيا رئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز استجابة  لطروحات جلالة الملك في الاوراق النقاشية ،والمطروحة منذ زمن ولم تتحرك جهة واحدة لتفعيلها أو تطبيقها على أرض الواقع، قد تكون بما سينتج عنها فرصة للتوحد حول مصادر قوة إصلاحية قادمة من أرضية نقاشية وحوارية شارك ويشارك وسيشارك بها  الجمهور من مختلف المحافظات، ومن مختلف المشارب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وقد تكسبنا قوة سيادية وطنية نتوحد حولها ، وننصرف بعدها الى الانطلاق نحو بناء أو اصلاح مؤسساتنا وتطوير قوانيننا بما يتيح تطوير دولتنا القادرة على نيل ثقة الداخل والخارج ،وبما يمكننا أن نبقى رقما صعبا في المعادلات الاقليمية والدولية ، لذلك المطلوب دعم هذا التوجه وهذا الحوار من أجل الخروج بورقة إصلاحية شاملة تمس كل مناحي الحياة ،وتوفر الفرصة للوطن والمواطن لمواجهة التحديات العديدة التي نمر بها أو سنمر بها ،وحتى يصبح الامل بالاصلاح قريبا بدل أن يبقى بعيدا ،ونستمر بممارسة اللطم على ما خسرناه ..! 

zazzah60@yahoo.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences