الفراغ الفاتن
الشريط الإخباري :
قد يستغرب كثيرون هذا المصطلح المركّب..ولكن لم أجد أفضل منه في وصف ما آلت إليه (كركبتنا) في هذه الحياة..! شعورنا الدائم بأن الوقت لا يكفي لأي شيء مع أننا نعيش مَلَلًا فوقه ملكك وتحته ملل..!
الفراغ الفاتن هو أنك تقوم بشيء لا فائدة منه سوى ضياع الوقت ولكن الفاتن فيه أنك تحبّه..فالذين يلعبون ال (ببجي) لساعات في اليوم؛ هم يحبّون ذلك ولكنهم يهدرون الوقت .. والذين يلفّون على البشر للنميمة وقال فلان وقالت علاّنة فإنهم يحبّون ذلك على حساب وقتهم..والأحزاب التي لا شغل لها إلاّ إصدار البيانات ولا تتقدم خطوة فإنها مقتنعة بهذا الفراغ الفاتن..والذي يصحو من النوم ليأكل وينام فإنه يدور في نفس المدار.. والذين لا شغل لهم إلاّ نكش مناخيرهم على الطالعة والنازلة وفي كلّ الأوقات فإنهم مدمنو نكش وعلى حساب الزمن الذي لن يعود..!
فكّروا بهذا الفراغ الفاتن وانظروا في الذي تحبّون اهدار الوقت عليه كي تستمتعوا فقط على حساب البناء و النهوض..ستجدون أننا كلّنا دون استثناء مرضى الفراغ الفاتن ومشغولون به ولا وقت لدينا كي نحكّ رأسنا لخلافه..!
الفراغ الفاتن ضيّع أوطاناً كاملة لأنه هدية الحكومات المتعاقبة لنا لأنها أيضاً لديها فراغها الفاتن الذي أهدرته فيما تُحبّ وهو ترقيع الثوب غير القابل للترقيع وترفض استبداله بثوب جديد..!
*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048)