اسمعو يا حكومة ماذا يريد الشعب
الشريط الإخباري :
وصفي المحادين
احداث الساعة وما يجري في الوطن ليس وليد لحظة وما نراه من ازمات تطل علينا بين الحين والآخر هي نتيجة سياسات عقيمة انتهجتها الحكومات عبر عقود من الزمن اثرت على العدالة الاجتماعية
الشعب الاردني لا يختلف في مكونه عن باقي الشعوب في كثير من دول العالم الذي ينتفض للمطالبة بحقوقه وخاصة فئة الشباب الذين يشعرون بأنهم سُلبوا من الأمل والحريات بسبب استثنائهم وتهميشهم من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية حتى في حصولهم على فرصة عمل
وبشكل عام ما يخالج صدور الاردنيين شعورهم بانعدام المساواة نتج عنه حالة من عدم الرضا عمّن هم في مراكز صنع القرار وباتت متيقنة أن رفاهية الشعوب ليست على جدول أعمال الحكومة وأن الفساد والمحسوبية وتدهور الخدمات العامة وسوء إدارتها دون علاج سبب رئيسي لغضب الشارع الأردني ومن المؤسف ان نقول أن أي حالة احتجاج على أي شكل من اشكال الفساد يتم التعامل معها بتواجد امني كثيف يشعر المواطن ان وجودهم ليس لحماية المواطن بل لقمعهم وأن مصطلح هيبة الدولة يطغى على المطالب الشرعية
أن ما نراه من غضب في الشارع الأردني يثور كالبركان ويعيد البلاد الى حالة من عدم الأستقرار و العودة للمطالبات هو نتيجة فشل ظاهر و ملموس في الاقتصاد والسياسة وضعف عام في اداء مؤسسات الدولة
أن الحقوق الأساسية التي يسعى اليها المواطن الأردني والتي تُعدّ دافعا للخروج إلى الشارع هو بحثه عن العدالة الاجتماعية ليطالب في المساواة أمام قانون يحمي الجميع و في الحياة والحرية و التعليم والرعاية الصحية والغذاء والمأوى والضمان الاجتماعي و في التحرر من أي شكل من أشكال التمييز في حرية الرأي والتعبير واحترام خصوصية الغير و في حرية الفكر والدين والحصول على محاكمة عادلة والتخلص من كل اشكال الاعتقال أو الاحتجاز غير القانوني أو التعسفي
لذلك فأنني لا أجد مناص للخروج من هذه الحالة الغير مستقرة الا الطلب من صنّاع القرار باللجوء إلى حوار وطني جاد على أن يديره أشخاص معروفين بحبهم وأخلاصهم للوطن من غير المتنفعين والمتكسبين الذين ارهقوا الوطن ندعو فيه الى التماسك الاجتماعي وتفويت الفرصة على مثيري الفتن المتربصين لهذا الوطن الذي يدعمون خطاب الكراهية المثيرللانقسام ويدعو الى تحطّم القيم التي تربط مجتمعاتنا ببعضها البعض