92 قمرا تضيء الإصلاح في الأردن ومن هم خصوم «أوراق الملك»؟
الشريط الإخباري :
مجددا، وعلى شاشة برنامج «نبض البلد»، يطرح رئيس تجار عمان خليل الحاج توفيق «أسئلة محرجة» ومتدحرجة على الوزراء والمسؤولين، بعد نشر تعليمات «فتح القطاعات».
كيف يمكن لعامل وافد يقف على بوابة «صالة أفراح» أن يسمح أو لا يسمح لشقيقة العروس بالعبور، لأنها تحمل أو لا تحمل ورقة تقول إنها تلقت المطعوم منذ 21 يوما؟
تلك باختصار أقرب حالة لظهور كل الأسلحة الرشاشة أثناء «العرس» واستدعاء قوات الدرك لأن تلك الصالة ستتحول إلى ساحة بيع «خردة»!
فرضا كانت إمرأة أردنية «منقبة» وتريد حضور العرس، كيف يريد معالي وزير الصحة التصرف هنا؟
إمرأة حامل في شهرها الثالث وممنوع عليها تلقي اللقاح أصلا وتزوج شقيقها في صالة، ماذا ستفعل؟
تطبيقات أوامر الدفاع، هل تصلح للتدقيق على بطاقات خالات وعمات العريس أثناء عبور «الزفة»؟
تخيلوا معي المشهد: الحكومة، التي نظمت انتخابات عامة في عهد كورونا وسمحت للشعب في الاحتشاد على حدود فلسطين وسمحت باجتماعات «عشائرية»، هي نفسها التي تمنع مرتادي الصالات من العبور بدون وثيقة تثبت تلقي المطعوم منذ 21 يوما.
وهي نفسها التي سمحت بالأرجيلة في هواء المقاهي، لكنها منعت السيجارة داخل صالاتها لشعب يعتبر من الأكثر إنفاقا على «الكيف» في الكرة الأرضية.
مجددا تعليمات لا أحد يفهم كيف ولماذا وعلى أي أساس تتقرر. صاحبنا شهبندر تجار العاصمة يملك الحق في الصياح والانفعال على الشاشات، فوزارة الصحة تتحول إلى وزارة «ضد الدخان» وتتخذ إجراءات «تعجيزية»، أما إقتصاد الصالات والمقاهي ودافع الضرائب فليذهبوا إلى الجحيم.
92 قمرا إصلاحيا
لولا مخافة ألله وبرامج فضائية «المملكة»، التي تركز كثيرا على موسم «الإصلاح الوطني» لطالبنا لجنة الحوار الوطني الضخمة، والتي تضم 92 قمرا تضيء عتمة الوطن بإعلان الحرب على الأرجيلة والسجائر أيضا.
ما علينا يتزاحم أعضاء اللجنة أمام ميكروفونات الشاشات في عرس الإصلاح الوطني الجديد، ووحده الزميل وعضو اللجنة أيضا مهند مبيضين يواصل عرض برنامجه المعنون بـ«أوراق نقاشية» على شاشة فضائية «رؤيا»، ثم يظهر على شاشة «المملكة» المنافسة، متحدثا عن «تأخرنا» في إنجاز الإصلاح.
كنت قبل عدة سنوات قد اقترحت خطيا على إدارة المحطة تخصيص مساحة لبرنامج خاص يتحدث عن «أوراق الملك النقاشية».
تلك الأوراق قد تشكل الوثيقة الوحيدة التي تحظى بـ»توافق وطني»، فقد امتدحها الليبراليون ولم يعارضها الإسلاميون، وصفق لها المواطنون، وما لاحظناه أن «خصوم» تلك الأوراق الملكية هم حصريا حراس البوابات في عمق الدولة والنظام وسلسلة من «المستشارين ورؤساء الحكومات».
ليس سرا أن «الدولة العميقة» لم تتحمس للأرواق النقاشية .
وليس سرا أيضا أن إقصاء تلك الأوراق شارك فيه رؤساء وزارات آخر خمس حكومات.
كنا وما زلنا نعتقد أن الأوراق النقاشية الملكية لو قيض لها قبل سنوات التحول إلى «خطط تنفيذية» لدفعنا رسميا فاتورة منطقية ثمنا للإصلاح، لكن الخصوم الأقوياء من داخل الدولة، هم الذين رفعوا سقف المطلوب في صورة خدشت الأوراق وتسببت بالأذى لها.
الفتنة ومشتقاتها
من فرط ما تحدثت صحافة عالمية ومقالات محلية عن دور الرئيس دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر في رعاية «الفتنة» على بلدي الأردن توقعنا أن نرى اسم الغضيب كوشنر على الأقل ضمن محاضر التحقيق مع المتورطين في تلك المؤامرة.
كوشنر الآن مجرد مواطن أمريكي عادي. ما الذي يمنع شرح وإيضاح دوره التحريضي والتآمري في وثيقة تحقيق أردنية على الأقل، حتى لا تطرح زميلتنا المخضرمة لميس أندوني «أسئلة علنية» محرجة نسبيا، ردا على سؤال لمذيعة مناكفة في محطة «فرانس 24»؟
المذيعة المتحرشة نفسها أصرت على الاستفسار عن دور كوشنر وترامب في «التآمر علينا» نحن الأردنيين، وأندوني سمعت «تسريبات الصوت» في قضية الفتنة ولاحظت مثلي أن ما ورد في بعض تلك التسجيلات «أقل من مستوى طلاب مدرسة قرروا حياكة مؤامرة».
في اختصار، ومن الآخر، يزيد عدد المراقبين الذين لا تقنعهم الأدلة المقدمة حتى الآن في قضية «الفتنة»، والسبب على الأرجح، ضعف السرد و»الحياكة» والاستعجال. تلك ثغرة يستفيد منها من يضمرون شرا لمملكتنا من أعداء الداخل قبل الخارج.
«طاجن» حماس
«سلام من الرباط». بهذه العبارة، بدأ مذيع نشرة الأخبار الرئيسية في القناة التلفزيونية المغربية الأولى تلاوة الخبر المختص بمأدبة عشاء أقامها الملك محمد السادس تكريماً لـ«أبو العبد» إسماعيل هنية ورفاقه من قادة حماس.
ممثلو الشعب المحاصر في قطاع غزة كانوا محل تكريم ملكي مغربي، طبعا، الفضل قبل كل شيء لكتائب القسام، والتقدير كبير لأي نظام عربي يحترم خيارات الشعب الفلسطيني ويكرم المقاومة ويؤسس لها ولو حضن صغير في العباءة العربية، التي تظلل الأمريكيين والإسرائيليين منذ عقود.
سلام ليس للرباط فقط، ولكن لأهلها وقيادتها وعاهلها، ونترقب أن يحظى أبو العبد وصحبه بضيافة أردنية.بسام البدارين
مدير مكتب «القدس العربي» في عمان