أنا ورؤساء أمريكا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
لو عاد بي الزمن فلن أهتمّ بالسياسة أبدًا.. سأعيش بلا قنوات أخبار.. لن يكون في رحلة حياتي رؤساء أمريكا الذين عايشتهم ابتداءً من ريغان مروراً ببوش الأول ثم كلنتون ثم بوش الثاني ثم أوبابا ثم ترامب والآن بايدن..! أي والله ؛ حينما أراجع حياتي أجدها متوقفة دائماً على ما يقولون ويفعلون.. إذا غضبت كلبة أحدهم زاد الجوع في جنوب أفريقيا.. وإذا خسر أحدهم لعبة جولف فإن مزاجه يتغيّر ويصبح حاسماً في اتخاذ قرار الحرب على بلد ضعيفة..!
ما العمل السياسي الذي أنجزناه كعرب ونحن ما نزال نأكل اللقمة وعيوننا شاخصة لرئيس في البيت الأبيض وليس في بيتنا..؟ كيف نضع خطّة لكي لا تسقط كراماتنا ونحن نحيط الكرامة بدائرة مفتاحها الرئيس الأمريكي..؟ كيف توشوش زوجتك وأنت على ثقة بأن وشوشتك لا تدخل في محراب أمريكا و تتحول إلى فعل إرهاب بأية لحظة..؟!
الرئيس الأمريكي في الأوطان المسلوبة الإرادة هو السياسة والاقتصاد.. والحياة السياسية هي الرئيس الأمريكي.. لتكتشف في نهاية المطاف أنك لم تصل إلى قيمة حبّة زيتون في بوفيه أمريكي كبير ومطلوب منك أن تتفرّج وتوافق على البوفيه ولا تقترب منه إلاّ عندما يؤشّر لك الرئيس الأمريكي بالاقتراب وصحنك الفارغ بيديك وإيّاك أن تأخذ من أيّ نوع طعام لم يعطوك الإذن مسبقاً في الغرف منه..!
ملعون أبو السياسة التي كل تفاصيلها تقف على قدمين مشلولتين وأنت تنتظر الركض نحو الحياة..!

*كامل النصيرات*
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048)
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences