من دفاتر الأيام العتالون " نبيل عماري "
الشريط الإخباري :
في زمن كان التعب يشمل الكل في البحث عن الرزق وكانت البساطة والطيبة تجمعهم والفروق الطبقية غير موجودة كانت هنالك مهنة متعبة يشتغل بها البسطاء لـتأمين قوت يومهم ويتركزن في الأسواق القديمة بما تسمى الحسبة تجدهم يتكاثرون في صباحات الجمعة حيث يتزود الناس بموادهم من لحوم وأسماك وخضار وفاكهة يضعون سلة كبيرة من القش الصلب على ظهرهم وينادون عتاله كانوا موجودين في حسبة الزرقاء بجانب حلويات القاضي وحسبة عمان بوسط البلد عند أثار السبيل وعلى ما أذكر كان يتم أستأجرهم بشلن أو بريزة حيث كانت تحكي تلك العملة حسب بعد المسافة يمشون في الأسواق مع المشتري هنا كيس بطاطا على كيس عنب وخوخ وتين يختارون المواد الصلبة في أسفل والمواد الطرية فوق السلة
. وتجد الكثير ممن امتهنوا مهنة العتالة، والذين يعملون في كل الظروف الحاره منها والباردة، لازالت موجودة رغم التقدم والازدهار ولكن بصورة أقل من الماضي الا انها ما زالت في الذاكرة الشعبية وذاكرة المدن الكبرى مثل عمان والزرقاء والكرك وأربد تحمل في طياتها معاناة الفقر والبحث عن الرزق الحلال ولكن بصورة رضا وبكلمات بالشكر تدوم النعم .
ويقول عتالون الى 'الرأي' اننا دخلنا هذا المجال بعد ان تقطعت بنا السبل في ايجاد عمل اكثر راحة ، لافتين الى انها من المهن الصعبة والشاقة ، لكننا مجبرين بالعمل بها لإعالة عائلاتنا، مشيرين الى انهم لم يختاروا هذه المهنة الا ان الظروف فرضت عليهم ممارسة مهنة العتالة، مطالبين الجهات الحكومية والنقابية الالتفات اليهم ليستطيعوا تجاوز بعض الصعوبات في حياتهم.
وطالب ناشط في المجال العمالي الجهات ذات الاختصاص العمل على تصويب اوضاع العتالين وخلق مظلة امن مجتمعي لهم، وتحسين ظروفهم المعيشية. واعتبر ان العتالة مهنة لا تندرج تحت إطار المهن الحرفية أو الصناعية إذ إن العتال هو عامل يحمل البضائع أو الأدوات المنزلية وينقلها إلى المكان المراد وضعها فيه. واشار أن العتال من الممكن أن يحمل يوميا على ظهره وأكتافه ما يزيد عن مئتي كليوغرام دون تعب إلا أن أكثر ما يهدد حياته هو أنه أكثر عرضة من غيره لأمراض الظهر والمفاصل في نهاية المطاف.
الرأي