الدكتور فايز أبو حميدان يكتب : معاناة بلا نهاية .. "المتحور لامبدأ"
الشريط الإخباري :
بقلم الدكتور فايز أبو حميدان
انتشر في البيرو ودول متعددة من أمريكا اللاتينية متحور جديد لفيروس كورونا يدعى لامبدا ، وتم رصده حتى الآن في 32 دولة معظمها من أمريكا اللاتينية وبعض الدول الأوروبية مثل بريطانيا ، اسبانيا وإيطاليا وهذا ما أثار القلق العالمي من جديد لقدرته على إضعاف فاعلية الأجسام المضادة التي تعززت نتيجة أخذ اللقاحات الحالية أو عدوى سابقة بفيروس كورونا.
لقد قام مجموعة خبراء من جامعة طوكيو في اليابان بإجراء دراسة لهذا المتحور وتبين خلالها وجود ثلاث طفرات داخلية تتواجد على البروتين اللاصق والذي يدعى spike لـ SARS-CoV-2 وهذا ما يمكنه الالتصاق السريع على جدار الخلايا وخاصة المخاطية في الانف والرئة ، الى جانب قدرته على تخطي نظام المناعة حيث انه لا يتأثر من الاجسام المضادة التي بناها الجسم عبر اللقاح او الإصابة السابقة ، كما تبين ايضاً وجود اندماج لطفرتين مختلفتين من الفيروس وهذا ما يساعده على الانتشار السريع بشكل أكثر فتكاً من المتحورات السابقة.
وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية انه من الضروري مراقبة هذا المتحور والذي أدى الى توّلد القلق والذعر لدى الجهات الطبية كونه يعتبر خطر جدي على الإنسانية جمعاء كما صرح الأستاذ كاي ساتو من جامعة طوكيو.
فهذه الاخبار الغير سارة توصلنا الى الاستنتاج بأن حماية البشرية لا يتم الا عبر تعزيز التعاون الدولي لتطعيم سكان الكرة الأرضية ووضع احتياطات وتدابير وقائية عالمية موحدة والتنسيق المكثف بين دول العالم.
كما ان جائحة كورونا قد أعطت العالم درساً بأن مشكلة انتشار الأمراض والعدوى من اهم النقاط التي يجب مناقشتها في المحافل الدولية ، بالإضافة الى ضرورة تشكيل لجان تعاون وابحاث علمية مشتركة لإيجاد سبل الوقاية والعلاج للتصدي لهذه الجائحة ، كما انه من الواجب مناقشة مسألة براءة الاختراع للعقاقير بحيث تشمل قوانين حماية المخترعين ومنتجاتهم بعض الاستثناءات من اجل حماية الانسان وصحته وجعل المكاسب الاقتصادية في هذه الأمور مسألة ثانوية او إيجاد حلول بأن تتكفل الدول الغنية بتمويل تكاليف الاختراعات وخاصة في مجال تطوير وإنتاج اللقاحات .