وسعوا السجون فأحرار الرأي قادمون ..!!
الشريط الإخباري :
صالح الراشد
عالم افتراضي يقودنا للحقائق فنرسم المستقبل، لعل طعم الأيام يتغير، والعل القهر يتراجع والظلم يتوقف، ولعلنا نغدوا أفضل فيتوقف الفساد وتنتهي السرقات ويوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لعل النواب يُدركون أن العيون تراقبهم، فيما الوزراء يتراجعون عن غيهم والأعيان يستفيقون من غفوتهم، وتتوقف الحكومة عن توزيع جوائز الترضية على المواليين، وعن منح العطايا للمعارضين "المؤلفة قلوبهم" لشراء مواقفهم في وضح النهار، فحمرة الخجل غابت ولم يعد لها مكان في عالم واقعي يراقبه العالم الافتراضي، لنجد أن معارضي الأمس أصبحوا أكثر طوعاً للحكومات وأكثر قسوة على الشعب، فالحكومات كبلت الشعب بقوانين الجباية والاعتماد على جيب المواطن، أما هؤلاء فدوماً يفاجئوننا بجرائتهم حين قرروا أن يغوصوا أكثر في جيب الشعب بعد أن يضعون المعترضين في السجون.
انه الخوف الذي يرافق من قفزوا للمناصب بليل، وقناعتهم المُطلقة بأنهم لا يستحقون ما وصلوا اليه، فيشعرون بأن الكرسي أكبر منهم وعظيم عليهم، فيطلقوا هنا لحن البقاء والرغبة في التجديد، فيشكرون الفرصة التي قادتهم ليصبحوا أصحاب قرار، لذا يسارعون للتمسك بفرصة البقاء وبمنصب البهاء حتى لو كان الثمن قهر وتعذيب ومنعٌ لحريات الشعب، فهؤلاء يؤمنون بأننا كشعب ننتهي حين تبدأٔ أحلامهم، لذا علينا أن نتوقف عن الحُلم ونستعيض عنه بالكوابيس، فالخوف يطاردنا ان أصبحنا أو أمسينا وإن هادنا أو اعتصمنا، الخوف من أن تنطق شفتانا بكلمة او تتجرأ أصبعنا على كتابه حرف يؤرق مسؤولي الصدفة، ففي عهد هؤلاء تطورت العقوبة الفرعونية من الإلقاء بالزيت المغلي للخارجين عن قرار الفرعون إلى سجن كسجن يوسف وغرامات تكسر ظهور الشرفاء، لجعل أصحاب الرؤى يكتبون نهايتهم بايديهم.
لقد تغيرت شعارات الحكومات في المرحلة الجديدة من "نحن شركاء في البناء والحوار" إلى "نحن نأمر وأنت تهلل"، لتختفي مصطلحات "دعونا نتحاور " و"الحوار الايجابي " وحل مكانها " أنا ربكم الأعلى" و"اسمعوا وأطيعوا"، لتعود بنا الحكومة إلى عصور العبودية والديكتاتورية وقمع الحريات بفضل أذرعها المتحركة، والتي أصبحت بحاجة لتغيير قبل أن يغرق الفرعون الجديد في مياه النهر، وما أكثر الأنهار في العصر الحديث بسبب تنوعها ونوعية المياه التي تجري فيها، وأهمها الأنهار الإفتراضية "تويتر، فيسبوك، تيك توك، انستغرام" إلى الحقيقية المتمثلة بالاعتصام على الدوار الرابع لحين المغادرة، كما حصل مع فرعون سابق.
لقد اعتقد هؤلاء أن قطع الألسنة سينجيهم من الحساب وسيحول الشعب إلى أتباع، وأن قمع الحريات وإسكات الأصوات سيكون طريقهم للخلود، ليظهروا على حقيقتهم بأنهم لم يقرأوا كتب التاريخ ولم يشاهدوا نهاية الظلم عبر القرون، فالتاريخ لم يُخلد ظالم إلا كمثال سيء ومن خرج سالماً منهم بحث عن ملاذ آمن بعيداً عن العيون ليموت بهدوء، كما ترفض الشعوب عودة من يغدر بهم لصفوفها والذين انتقلوا للجهة الأخرى، فالشعوب تتعلم وتتطور فيما المسؤول يعتقد أنه فرعون الذي لا يجب أن يرد له طلب ولا يخرج عليه أحد، وحين يُغادر بورقة معنونة باقالته يبكي ندماً وحزناً في وقت لا ينفع فيه الندم، كون النفوس ظهرت على حقيقتها وأخرجت أسوء ما فيها، لذا فإن طلبهم للشعب بالصمت والإنحناء لن يمر مرور الكرام، فهم يتناسون أننا شعب لا ينحني، لذا فوسعوا من مساحات السجون وزيدوا من عدد العنابر كون أحرار الرأي سيتوافدون إليها زرافات زرافات، وعندها سيضيع الأمن والأمان بهمة من سرقوا آخر ما يملك الشعب من مقدرات وهما الحُلم والكلام.