من الحجر الى الملعقة وبينها السكين...سلاح فلسطيني مبتكر!
الشريط الإخباري :
أمد/ كتب حسن عصفور/ مع انطلاقة الانتفاضة الوطنية الكبرى ديسمبر 1987، سريعا اكتسبت تسميتها بكونها "انتفاضة الحجارة"، سلاح فلسطيني واجه جبروت جيش الاحتلال، وأصبح سريعا "رمزا" مضافا لأدوات الكفاح الفلسطيني.
في أكتوبر 2015، شهدت الأرض الفلسطينية هبة شعبية بعد سكون منذ انتهاء المواجهة الشعبية – العسكرية مع دولة الكيان 2000 – 2004، أحدثت رعبا بشكل جديد، لم يكن ضمن الحسابات التقليدية لمؤسسة دولة الاحتلال الأمنية، ببروز "السكين" كأداة كفاحية في مواجهة الوجود الاحتلالي...
وتميزت تلك الهبة، بأنها أصابت الكيان وجنوده ومستوطنيه بحالة من الرعب والخوف الفريد، ونشر في حينه، بحث أكد أن أكثر من مليون ونصف المليون إسرائيلي، باتوا يُعانون من حالات الكآبة والهستيريا والهلع والفزع، بسبب "هبة السكاكين". وخلُص البحث إلى أنّ "هبة السكاكين" تهدف إلى إنتاج شعورٍ لدى جميع الإسرائيليين، بأنّ من الصعب جدًا العيش في هذه الدولة في ظلّ هذه العمليات، والوضع الحالي.
ولكن، لعبت أجهزة الأمن الفلسطينية، وبأمر مباشر من الرئيس محمود عباس دورا رئيسيا في محاصرة "هبة السكاكين".
ففي شهر ابريل 2016 قال عباس إن أمن السلطة الفلسطينية يدخل المدارس، ويفتش حقائب التلاميذ؛ بحثا عن السكاكين، مؤكدا: "أكون مجنونا إذا قلت لابني إن الطعن بالسكاكين عمل جيد". وأضاف في حديث للقناة العبرية الثانية، "الأمن عندنا يدخل المدارس، ويفتش حقائب التلاميذ إذا كانوا يحملون سكاكين أم لا.. في مدرسة واحدة وجدنا 70 تلميذا وتلميذة يحملون سكاكين أخبرناهم بأن هذا غلط، أنا لا أريدك أن تقتل وتموت، أنا أريدك أن تحيا ويحيا الآخر". وتابع: "عندما يذهب طفل حاملا سكينا لا يستشير أحدا، حتى والديه.. لا يمكن أن تجد شخصا عاقلا يشجع ابنه على حمل السكين وقتل الآخر.. الأهل لا يريدون هذا".
ورغم ما حدث، استمر "السكين" سلاحا يستخدم بين حين وآخر، مكرسا ما يسمى إعلاميا بـ "عمليات الطعن" لجنود الاحتلال ومستوطنيه، سلاح فردي لا يحتاج لجهد بحمله وتخبئته، رغم انه يؤدي بحامله الى الشهادة أو الأسر، وأصبح "السكين" رمزا وملهما لكل باحث عن الحرية ورفض الاحتلال.
وفي السادس من سبتمبر 2021، وبعد 6 سنوات من محاصرة "هبة السكاكين"، يكسر 6 من أبطال الحرية أحد أعتى معتقلات دولة الكيان "باستيل جلبوع"، في عملية "العبور الكبير"، فعل كفاحي أسقط كثيرا من هبية المنظومة الأمنية الإسرائيلية، مقابل ارتفاع حاد في "منسوب الكفاحية الفلسطينية".
وفجأة، اكتشف العالم أن سلاح عملية "العبور الكبير" لنفق "سجن جلبوع" كان ملعقة لا أكثر، لعبت دورا مركزيا في تحطيم حصن "الباستيل" الإسرائيلي، ليدخل الفلسطيني براءة اختراع لسلاح جديد، لم يسبق لغيرهم استخدامه، اسمه "الملعقة".
سلاح تحول فجأة الى رمز الهام للمبدعين، تم التعبير عنه بكل الطرق والأشكال التي جسدها السلاح الفلسطيني الجديد، ولن يمر الأمر دون أن تحتل "الملعقة" حضورها في وسائل الإعلام بكل اللغات الحية وشبهها...
القيمة التاريخية في الحدث الكبير، ان الأمر ليس ما تملك من "أسلحة تقليدية"، بل فيما تملك من قدرة على استنباط "أسلحة الفعل الكفاحي" غير التقليدية، رغم كل حصار وقيود قد تكون...
العبور الكبير، يعيد رسم المشهد الفلسطيني بلوحة مثلثة الأضلاع، حجر وسكين وملعقة يحملها شعب الجبارين...نحو وطن حر وشعب يريد ان يكون سعيدا...وسيكون!
ملاحظة: مثير للدهشة وربما الاستغراب أن تقوم مواقع "ملونة" بالكراهية الوطنية بنشر سمومها الفتنوية بعد عملية العبور الكبير من نفق سجن جلبوع...معقول أصيبت بهلع ما من هزيمة ما لمخطط ما...يا ويلاه لو صح هالحكي!
تنويه خاص: صفعة تاريخية لحزب إسلاموي مغربي في الانتخابات الأخيرة ستحدث "ضجيجا كبيرا" في صفوف تلك الجماعات خاصة وأن مثيلهم التونسي على ذات طريق الخسارة الكبير...فانتظروه!