«إسلاميو المغرب» الجولة الأخيرة..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فارس الحباشنة
السقوط المدوي للاخوان المسلمين لا يتوقف، ومن بعد تونس والجزائر، الاخوان المسلمين في المغرب بذراعهم السياسي حزب العدالة والتنمية يخسرون جولة قاسية وفاصلة سياسيا من الانتخابات النيابية والبلدية.

في تونس ومن قبلها مصر، وصف الاسلاميون فشل واخفاق مشروعهم السياسي بالانقلاب وانهم تعرضوا الى مؤامرة كونية واقليمية لاجهاض مشروعهم، وان ثمة قوى سياسية مناقضة ومناوئة تحاول افشال مشروعهم السياسي.

ولكن ما جرى في المغرب والجزائر لربما يؤكد ان ثمة انقلابا سياسيا جماهيريا وشعبيا على الاسلام السياسي وبكل فروعه وحركاته، وان هناك رغبة وارادة شعبية في التخلص من حكم الاخوان المسلمين.

بلا شك ان لهزيمة اخوان المغرب دوي اقليمي وعربي. ومن هنا انصح اخوان الاردن ولو انهم يتعظوا، ويتعلموا من دورس التاريخ وتجارب الدول الاخرى، ومن الانهيار المتتالي لتجربة الاسلاميين في السلطة.

ولربما ان الرسالة المغاربية ليست للاخوان المسلمين في الاقليم والعالم العربي فحسب، فهناك انظمة سياسية وحكومات ما زالت تراهن على الاخوان، وما زالت تجمد الاصلاح والتغيير السياسي في قوالب الحوار والتفاهم مع الاخوان المسلمين، وتحصر اي افق وانفراج سياسي وطني بالتفاهم والتسوية والتصالح مع قوى الاسلام السياسي.

نهاية الاخوان المسلمين تاريخية.. وقد «ان الاوان» وطنيا وعربيا للتخلص من اوهام ثنائية الدين والسياسة، وان نهوض الوطن والامة باحياء المشروع الديني المسيس. الاخوان المسلمين انبهروا بالسلطة وذاقوا من حلاوتها وشربوا من رحيقها ولعبوا باوراقها، وسنوات ما بعد الربيع العربي اوصلتهم لما كانوا لا يحلمون، ولكنهم في مطابخ القرار والحكم بدا عليهم كثير من الارتباك والعجز والعجب، وبانهم غير جاهزين لحكم وادارة ناد رياضي ومجلس بلدي لقرية هامشية.

سقوط الاخوان المتتالي لا يبعث على اطمئنان لخصومهم التقليدين. وكما يبدو من تونس الى الجزائر والمغرب بان الشعب اختار «التصويت العقابي» واختار الذهاب الى صناديق الاقتراع ليسجل موقفا عقابيا من القوى السياسية الحاكمة، ولربما ان اختياره للبديل المناقض لا يعبر عن موقف واتجاهات سياسية بقدر ما هو انتقام وتصفية لحقبة وتيار سياسي حاكم.

انعكاسات خسارة اخوان المغرب ودويها اردنيا لا يعني ان الرسالة موجهة الى الاخوان المسلمين فحسب. الاردن فاتح ورشة اصلاح سياسي، والورشة مشغولة في صياغة تفاهمات وتوصيات نخبوية ومدنية حول تشريعات سياسية، قانون الانتخاب والاحزاب والحكم المحلي.

ما اريد قوله هنا، ان الحوار السياسي في بلادنا يحتاج ان يبدأ من الصفر المئوي. ونحتاج اكثر لتثبيت قواعد الاشتباك بالحوار، وان الحوار عامودي، ويبدأ من الاسفل الى الاعلى وليس العكس، وان نتخلص من الاوهام العامودية «النخبوية والطبقية» في الحوار السياسي.. وبخلاصة سياسية ادق، ليكون الحوار السياسي قريبا من هاجس الناس والارادة الشعبية، والا فان المسيرة ستكون «دينكشوتية» وحروب كلام، لا تؤهل لبناء دولة وطنية حديثة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences