إيما واتسون مع فلسطين
الشريط الإخباري :
التضامن فعل
أكثر من أربعين شخصية سينمائية بارزة في عالم هوليود من ممثلين ومخرجين وكتاب في طليعتهم: سوزان ساراندون، مارك روفالو، بيتر كابالاي، تشارلز دانس، أعلنوا انضمامهم للممثلة البريطانية إيما واتسون، للتضامن معها، والإنحياز لموقفها مع الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال، والفصل العنصري، والتهجير القسري، على خلفية اتهامات المستعمرة لها أنها «ضد السامية»، بسبب تأييدها المعلن لنضال الشعب الفلسطيني، ودعمها لتطلعاته المشروعة من أجل المساواة والاستقلال والعودة.
سبق للممثلة أن تم تكريمها وتعيينها من قبل مجلس المرأة التابع للأمم المتحدة في تموز يوليو 2014 «سفيرة للنوايا الحسنة» لنشاطها البارز من أجل تمكين المرأة، وتحقيق المساواة بين الجنسين.
على المستوى المهني حققت إيما واتسون نجاحات ملموسة، جعلت منها من الممثلين الأكثر أجراً، حيث تحصل على 20 مليون دولار على كل فيلم منذ عام 2009.
حضورها المهني المتفوق، ومكانتها المعنوية، وإنحيازها الإيجابي المعلن لقضية الشعب الفلسطيني اغاظ الصهيونية وأدواتها ، ودفعهم لشن حملات التشهير ضدها، وترد عليهم بإصرار قولها «التضامن فعل» له ثمن.
إنحياز إيما واتسون، ليس عادياً، بلا ثمن، بل هو تعبير عن حالتين متعارضتين أولهما: سلوك المستعمرة وتطرفها وعدوانيتها وكشف حقيقة مشروعها الاستعماري الظالم على أرض فلسطين وضد شعبها.
وثانيهما بسالة الفلسطينيين ونضالهم وصمودهم وعدالة قضيتهم ومشروعية مطالبهم.
في التدقيق نحو نجاح مشروع المستعمرة يعود لثلاثة عوامل:
أولاً مبادرة الحركة الصهيونية نفسها وعملها وتمسكها بمشروعها حتى أنجزته وحققته على الأرض.
ثانياً دعم الدول الاستعمارية الأوروبية لها، وخاصة بريطانيا بقراراتها، وفرنسا بأسلحتها، وألمانيا بتعويضاتها، قبل أن تتبناها الولايات المتحدة بالكامل.
ثالثاً تعاطف المجتمع الدولي مع معاناة اليهود في أوروبا وما تعرضوا له من ظلم وتعسف قيصري ونازي وفاشي قبل وخلال الحرب العالمية الثانية.
فلسطين نقيض مشروع المستعمرة، لم تتوفر لها تكامل العوامل الثلاثة، ولا زالت، فالثورة الفلسطينية لم تحقق هدفها وتتعثر لأنها لا تملك مقومات الوحدة، فالإنقسام قبل عام 48، ها هو يتجدد حالياً وبشكل أسوأ، بين فتح وحماس، بين الضفة والقطاع، وبين القائمة البرلمانية المشتركة والقائمة البرلمانية الموحدة في مناطق 48.
الإنجاز المثلث الذي حققه الشعب الفلسطيني أولاً خارج الوطن بولادة منظمة التحرير ونضالها وإنجازاتها السياسية قبل العودة إلى فلسطين، والثاني بفعل الانتفاضة الأولى عام 1987 التي أعادت العنوان والفعل الفلسطيني من المنفى إلى الوطن، والثالث بفعل الانتفاضة الثانية عام 2000 التي أرغمت قوات الاحتلال على الرحيل من قطاع غزة وإزالة المستوطنات وفكفكة قواعد جيش الاحتلال، ولكن الشعب الفلسطيني لم يتمكن من مواصلة الطريق نحو تفجير الانتفاضة الثالثة إلى الآن، ونضاله على الأرض ضد الاحتلال مقتصر على مبادرات فردية شجاعة.
تضامن المجتمع الدولي مع الشعب الفلسطيني بات ملموساً بارزاً يسير إلى الأمام، رغم تفوق المستعمرة، ورغم اختراق التطبيع المجاني، وما ظاهرة الممثلة البريطانية ورفاقها مع فلسطين سوى تأكيد على هذا التضامن الناجح الذي سيؤدي إلى النتائج المطلوبة: انتصار فلسطين وهزيمة المستعمرة.