الأردنيون أم اللاجئون السوريون!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
قد ان الاوان لكي يعود اللاجئون السوريون الى ديارهم.

مسالة اللجوء تحولت الى عبء سياسي وانساني واخلاقي على الاردن.

وفي المنخفض الجوي الاخير تابعنا اخبارا متداولة عن وفاة لطفلة في مخيم الزعتري بسبب الاوضاع الجوية المستجدة والطارئة.

ونفى الامن العام هذا الخبر، واكد انه عار عن الصحة، ولم يسجل اي وفاة لاطفال وغيرهم في مخيم الزعتري بسبب ظروف البرد القارص.

وكما يبدو فان المجتمع الدولي والدول الراعية للاجئين السوريين رفعوا ايديهم عن التبرع وتوجيه الدعم لمجتمعات اللجوء في الاردن.

الاردن استنفد امكاناته في الانفاق على اللاجئين السوريين وغيرهم، ومن اختاروا العيش في المخيمات وخارجها، ومن انتزعوا من الاردنيين

فرص العمل والوظائف والتشغيل، واحتلوا سوق العمل وسيطروا على قطاعات انتاجية ، واحتلوا مكان الاردنيين.

اعداد كثيفة من اللاجئين السوريين، وقد دخلوا في فترات زمنية متقاربة، وفي مدن اردنية تغيرت هويتها الديمغرافية، المفرق «القصبة « نسبة السوريين اكثر من اهل المفرق الاصليين .

وتدخل الى المفرق، اسماء المحال التجارية والمطاعم تغيرت، والمدينة تحولت ل»مكس «سكاني هجين، وهوية اللجوء السوري هي الطاغية والمسيطرة .

المفرق عدد سكانها 60 الفا، وصار عددها خلال اعوام قليلة اضعافا، والسكان الاصليون شبه مختفين، وقبل ايام ذهبت الى المفرق لتادية واجب عزاء، وفي طريقي داخل المدينة سالت اشخاصا عن بيت العزاء، جميعهم ان ما خاب تقديري سوريون، ويتكلمون بلهجات سورية.

اليوم الاردن يواجه ازمة خانقة في المياه والبنى التحتية والخدمات .. وتابعنا في المنخفض الجوي الاخير، كم تواجه الدولة الاردنية فشلا ذريعا في الخدمات والبنى التحتية، وتحتاج الى ورشة اصلاح واعادة تاهيل كبيرة في الطرقات والخدمات والطواريء والمستشفيات والمدارس، وغيرها.

اللاجئون استنزفوا امكانات الاردن، واستفزفوا البنى التحتية، واللاجئون تحولوا الى عبء سياسي وانساني ثقيل على بلادنا .. والاردن يطرق ابواب البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول المانحة والاستدانة بقروض وسندات مكفولة من الولايات المتحدة ليرمم ميزانيته وينفق على اللاجئين السوريين .

بكفي .. الاردن ما عاد قادر على التحمل، وهذا الملف بحاجة الى صرخة وطنية صادقة تصدح في سماء الكون، وتقول للعالم ان الاردن غير قادر على تحمل اعباء اضافية، ويجب على الرعاة واللاعبين الكبار في الازمة السورية ان يتحملوا مسؤولياتهم الانسانية والسياسية، ويسهلوا عودة السوريين الى ديارهم.

الحكومة السورية وجهت قبل شهور على لسان وزير المغتربين دعوة الى الحكومات الدول المستضيفة للاجئين السورين بتسهيل عمليات عودة اللاجئين، واكدت ان ظروف العودة الى ديارهم مواتية وامنة، وانهم سيتم معاملاتهم احسن وافضل معاملة.

ولكن يبدو ان هناك اطرافا اقليمية ودولية تعطل عودة اللاجئين، وتضع العصا في الدولايب في حركة عودة اللاجئين الى ديارهم.

فمن يرضى لنفسه ان يكون لاجئا، وحكومة بلاده تفتح الابواب وتتعهد في عودة امنة وسليمة الى مواطنيها لديارهم المهجورة؟.

الاردن بلد لاجئين، واكثر بلد في العالم تحمل فاتورة اللجوء، من 1948 وبداية النزوح الفلسطيني، وبناء المخيمات التي تحولت فيما بعد الى مدن وجزء من المدن الاردنية.

وفي ملف اللجوء الفلسطيني ايضا، فان المجتمع الدولي والدول الراعية رفعت ايديها، والانروا مهددة بالاغلاق وتجميد خدماتها التعليمية والصحية في الاردن.

وفي الاعوام الاخيرة، وبعدما اصدر ترامب قرارا بوقف دعم الانروا ودعا الى الغاء هذا الشعار المؤسساتي الاممي المربوط بالقضية الفلسطينية وحق العودة وتقرير المصير للاجئين الفلسطينيين، ولكن الاردن ابقى على خدمات التعليم والصحة في الانروا واصبح ينفق عليها من خزينة الدولة.

فاتورة اللجوء ضيقت العيش على الاردنيين، وحرمتهم من حقوق كثيرة، والعبء المترتب عن اللجوء لا يطاق ولم يعد الاردنيون قادرون على تحمله .

اخوة عرب تركوا الاردن وحيدا .. انا يوسف يا ابتي .. والمفهوم القومي والانساني للجوء اختفى وجفت مشاعره ودخل غرف التفريز، وبعدما تكدس اللاجئون في دول الجوار السوري، فالمجتمع الدولى رفع يده وتخلى عن مسؤوليته الانسانية والاخلاقية .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences