الرقص بعين العاصفة
الشريط الإخباري :
كنت فى حوار من صديقي السياسي واسع الاطلاع عندما فجأني قائلا ماذا ستفعل عندما تجد نفسك امام عاصفة لا تعرف مسارها ولا تعلم ماهيتها لكنك ترى عينها ؟! فقلت ما تراني بفاعل فقال ااذا ما فرض عليك الرقص وسط عاصفة فما عليك الا ان تذهب
لعين العاصفة لتمارس ما فرض عليك فعله، فهى المنطقة الاكثر امنا من غيرها وان كانت تكمن فى مركز الحدث وليس فى اطرافه.
فالمركز قد لا يكون الموقع الاخطر بل سيشكل مركز المأمن الذى من المفرض ان تنشده كلما اشتدت دوامة العاصفة واصبحت حركة دورانها اسرع وباتت قادرة على اقلاع الثابت و ابتعلاع المرن فان خير ملجأ للنجاة من عاصفة كهذه يشكله درجة الوصول لعين العاصفة .
فمن عين العاصفة يمكنك مشاهدة ما تقوم به العاصفة التى حملتك وحمتك من رقصات ايقاعية دائرة ونماذج لولبية طاردة ورشقات مطرية غائرة وما عليك عندئذ الا وان تدع الامر لها وتقوم بالاستمتاع برقصة العاصفة كونها سترقص من على ايقاع
لا يعلم مساره الا هى ، وطريق لا تدرك ابعاده الا هى ، وهى تتمايل وفق ترانيم لا يسمع ايقاعها الكثير ولا تستجيب الا لما يقول لها مطلقها من الحان .
فاحرص ان تكون فى مركز الحدث حتى تبدد كل المخاوف التى جاءت بها حسابات عدم اليقين جراء اندلاع العاصفة وكنت تحسب حسابتك لما ستحمله من نتائج سلبية وقم بالدخول لعين العاصفة بهدوء واشتبك معها برفق فقد تحول ما فيها من اجواء الى مناخات ايجابية بشرط ان لا تحاول التدخل بحركة ايقاعها لانك بذلك ستفقد درجة الاستمتاع بالرحلة كما ان حراكك سيكون دون جدوى ومن غير فاعلية هذا لان الحركة الذاتية ليست قادرة وحدها لتغيير المسار وكبح سرعة الدوران كما ان ذلك سيجعلك غير قادر للاستمتاع بالرحلة ولن يكون بمقدورك جنى فائدة التعلم جراء عظيم مشاهدة مشهد من عين العاصفة يصعب اعادة تكويها ودخولك برحمها .
فان درجة التحصين الاولى تكمن فى مكان الوقوف وليس بالتسلح بآليات قانونية او نماذج ردعيه قد تثقل وزنك وتعرقل من حركة وصولك الى مركز الحدث حيث مكمن الامان فى بيت عين العاصفة فان معرفة ارضية الوقوف افضل من مغبة البحث عن مكامن التحصين التى قد تكون ليست ذات جدوى فى التعاطى مع حدث بات يشكل بحراكة دوامة بحجم العاصفة فان تصميم نماذج ديموقراطية فى حواضن امنية امر يستحيل تكوينة وان الاستجارة باطر قانونية من رياح موضوعية هو شيء يصعب تفسيرة فان العوامل المانعه من الصعب بناؤها وفق اسطح مائية وكما لا يمكن جعلها قادرة على مواجهة حدث بحجم عاصفة الا اذا امتلكت ضوابط تضبط حركتها وقمت بتصنيع موانع تكبح سرعة دورانها فان الحدث سيبقى يشكل تهديدا لمنجز تم تشييدة و الجملة المعرفة مهما كانت واضحة فلا يمكن اعرابها من انسان يجهل العربية اوالعمل على استنباط مفاهيم من ذاك الذى يقوم برسم تصورات جاءت من رحم السياق العام ولا تستند الى بوصلة معرفة حتى ولو بعنوان .
ثم ختم قوله ببيان فان الاصلاح يبدا بالاختيار بين كيفية الوقوف والية النهوض حتى يستقيم بنا الحال واخذ يشيد بالموجود اذا ما تم اصلاحه واصبح الجميع يرى كما يرى القائد اهمية الوقوف بعين العاصفة.
- من كتابي ضصدي من رواية