شكراً لروسيا شكراً لأوكرانيا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
قدمت روسيا خدمة فاقعة للعرب وبالذات للفلسطينيين، فقد تم توظيف مفردات اللغة: الاجتياح، الغزو، الاحتلال، محاولة اسقاط حكومة ديمقراطية منتخبة، ضرورة احترام السيادة، احترام الحدود، المطالبة بالانسحاب من دون شروط، قدمت أوروبا وأميريكا هذه الأوصاف عن الفعل الروسي في أوكرانيا.

مفردات تحمل مضامين قارفتها المستعمرة الإسرائيلية في احتلالها لأراضي ثلاثة بلدان عربية: كامل أرض فلسطين، الجولان السوري، جنوب لبنان، فهل ترتقي شجاعة الولايات المتحدة وكامل بلدان أوروبا، وأعضاء الناتو، والمؤسسات التي سارعت لاتخاذ إجراءات وفرض عقوبات، وتقديم المساعدات العسكرية والمادية، والتنافس لمن يملك الشجاعة أكثر للتصدي للفعل الروسي، لتقديم ما يماثله لفلسطين ولبنان ناهيك عن سوريا، لمواجهة الفعل الإسرائيلي الذي تجاوز الفعل الروسي، وقبله بعشرات السنين، ولايزال.

شكراً لروسيا التي انقذت المفردات بعد أن فقدت قيمتها ومعناها، في تعاملهم مع المستعمرة الإسرائيلية، فالمفردات: الاحتلال، الغزو، الاجتياح، أخذت دلالاتها وأهميتها وأحيت مغزاها، وأفهمتنا أن لها وجودا، وها هي دالة على مظاهرها، في السلوك الروسي الاوكراني، لعلنا نفهم ما يجري في فلسطين، حيث تتم مكافأة المستعمرة على أفعالها الإجرامية، بدلاً من مطالبتها بالرحيل، وإذا لم تفعل، يفترض أن يفرضوا عليها العزلة والعقوبات كما يفعلون مع روسيا.

وشكراً إلى أوكرانيا الدالة أفعالها إلى مفردات: الصمود، البطولة، المقاومة، التصدي للروس، وضرورة تزويدها بكل أنواع وأدوات الاستنزاف لعلها تلقن الروس درساً أقوى وأفعل مما واجهته في أفغانستان.

شكراً لأوكرانيا، لأنها توفر للفلسطينيين الذين تفوقوا في بطولاتهم وتضحياتهم أضعاف شعب أوكرانيا، ويواجهون معاناة تفوق ما سوف يواجه شعب أوكرانيا، توفر توضيح مشهد البطولة والمعاناة الفلسطينية.

أهالي أوكرانيا أبطال، لعل أهالي فلسطين يُنظر لهم أصحاب القرار في الغرب: في الولايات المتحدة وكندا، في البلدان الأوروبية واستراليا أنهم أبطال يستحقون التضامن والدعم والاسناد، وعلى الأقل لا يتم وصف شجاعتهم وكفاحهم وبسالتهم على أنه غير مشروع، ومتطرف.

العالم استنفر من أجل أوكرانيا، في مواجهة الروس، وبليد وفاقد الوعي والذاكرة، وبلا قيم أخلاقية في تعامله مع فلسطين، ويمارس النفاق وعدم التدقيق وقلة الحيلة في تعامله مع المستعمرة الإسرائيلية الموغلة في الإجرام والعنصرية بشهادة: أمنيستي، وهيوم رايتس، وبتسيلم، وهي مؤسسات ذات مصداقية، بريطانية وأميركية وإسرائيلية، ولا يوجد لها أو لديها في الإدارة أو التمويل أي عربي أو مسلم.

محكمة العدل الدولية تحركت، الكونغرس الأميركي تجاوب مع مطالب الرئيس بايدن في رصد الأموال إلى أوكرانيا، البرلمان الأوروبي طالبا حكوماته بسرعة التجاوب لجعل أوكرانيا عضواً في الاتحاد الأوروبي، وقبولها في الناتو.

شكراً لروسيا ولاوكرانيا، لأنهما خلفا لاجئين من النساء والأطفال تركوا بيوتهم هرباً من مظاهر الحرب، لعلهم يفهمون ويقدرون معنى اللجوء والتشرد الإجباري والتطهير العرقي الذي تعرض له الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين، وهو ينتظر قراري الأمم المتحدة:

1-قرار التقسيم 181، وحل الدولتين، ودولة مستقلة يعيش فيها على جزء من أرضه التاريخية.

2- قرار 194 وحق اللاجئين في العودة إلى المدن والقرى التي طُردوا منها، واستعادة بيوتهم وممتلكاتهم في اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وطبريا وبيسان وبئر السبع، كما كانت لهم، وكما يجب أن تعود.

عشرات من القرارات الصادرة عن المؤسسات الدولية، من الأمم المتحدة ومنظماتها، تنتظر الفعل الأميركي والأوروبي نحو فلسطين كما ظهر في تعاملهم مع أوكرانيا، وما يماثل موقفهم مع الروس في تعاملهم مع المستعمرة الإسرائيلية، لعل الاجتياح الروسي يفعل فعله من أجل فلسطين في مواجهة المستعمرة الإسرائيلية
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences