دائماً ندفع ثمن نتائج الحروب الدولية

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
نتعاطف مع الشعب الأوكراني الصديق، ولا نحمله جريمة انحدار رئيسه فلاديمير زيلينسكي السياسي في دعمه للمستعمرة الإسرائيلية، وقبوله ورضاه عن جرائمها ضد أهلنا في قطاع غزة المحاصر بالجوع والفقر وفقدان حق الحياة، وتأييده العلني لحرب المستعمرة على قطاع غزة بداية 10 أيار الرمضاني عام 2021.
في نفس الوقت تسكن روسيا قلوبنا خشية عليها من التورط بحرب استنزاف تؤدي إلى مزيد من تسلط القطب الواحد الأميركي الإسرائيلي، وتمدده على حساب كرامة العرب والمسلمين والمسيحيين الأحرار المستقلين.
الخشية من انتصار أميركا والمستعمرة وأوروبا، وانعكاس ذلك على انحدار بعض الأنظمة العربية، نحو تطبيع العلاقات مع المستعمرة، والانكفاء عن دعم فلسطين سواء نحو عدم المساهمة لتغطية احتياجات الأونروا المالية وهي عنوان قضية نصف الشعب الفلسطيني من اللاجئين المشردين خارج وطنهم منذ العام 1948، وعدم المساهمة لتغطية احتياجات نصفه الأخر الصامد على كامل أرض وطنه فلسطين، لأن شعب فلسطين الصخرة الصامدة على أرضه لمنع التمدد الإسرائيلي نحو الأردن وسوريا ولبنان وباقي أجزاء الوطن العربي.
نحزن أن تنتصر أميركا والمستعمرة وأوروبا، لأن نصرها سيكون على حسابنا، وفق نتائج الحروب الكبرى التي إمتدت طوال فترة القرن العشرين:
أولاً: دفعنا ثمن نتائج الحرب العالمية الأولى 1917، بتمرير اتفاق سايكس بيكو الذي مزق الشرق العربي وقسمه بين نفوذ الاستعماريين البريطانيين والفرنسيين، وصدور وعد بلفور البريطاني يوم 2/11/1917 لإقامة مستعمرة للغزاة الأجانب من اليهود في فلسطين، طوال العشرينات والثلاثينات والأربعينات.
ثانياً: دفعنا ثمن نتائج الحرب العالمية الثانية 1945، بصدور قرار تقسيم فلسطين من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، إلى دولتين: عبرية وعربية، فلسطينية وإسرائيلية يوم 29/11/1947، وكان ذلك القرار شهادة ولادة لشرعية قيام المستعمرة الإسرائيلية على أرض فلسطين يوم 15/5/1948، ولم يتم تنفيذ الشق الآخر من القرار إلى اليوم، بعدم قيام دولة فلسطينية.
ثالثاً: دفعنا ثمن نتائج الحرب الباردة 1990، تدمير العراق واحتلالة وجعله دولة فاشلة، مع دمار سوريا وليبيا واليمن وإلغاء قرار الأمم المتحدة رقم 3379 الصادر يوم 10 تشرين ثاني نوفمبر 1975 أن «الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري»، وتم إلغاؤه يوم 3/10/1991، ثمناً لعقد مؤتمر مدريد يوم 30/10/1991، الذي جمع أطراف النظام العربي مع المستعمرة، وبداية المقدمات التي صنعت وادي عربة وأوسلو، وتثبيت كامب ديفيد، وهي اتفاقات مجحفة بحق مصر والأردن وفلسطين.
أزمة أوكرانيا والاجتياح الروسي مفتوحة على كل الاحتمالات:
أولاً إما إعادة تصويب نتائج الحرب الباردة التي فرضت الأحادية السياسية والقطب الواحد وانتصار المعسكر الأميركي الإسرائيلي الأوروبي، وإعادة التوازن للسياسة الدولية، وانكفاء الولايات المتحدة وأداتها في منطقتنا: المستعمرة الإسرائيلية، وفرض معطيات جديدة من التفرد الإسرائيلي، واستمرار سلب الفلسطينيين لحقوقهم وأرضهم، وعدم الاستجابة لعدالة قضيتهم وشرعية نضالهم، وعدم استعادة حقوقهم.
ثانياً: أو نجاح روسيا في تغيير مسار السياسة الدولية، بفرض التوازن، وعودة القطبين، وانعكاس ذلك إيجابياً على مجمل الوضع العربي، من خلال وقف التراجع والانحسار، ورفض الانحناء للمطالب الأميركية التي فرضها الرئيس المهزوم ترامب، واستعادة فلسطين تدريجياً عبر النضال الفلسطيني المدعوم عربياً وإسلامياً ومسيحياً ودولياً.
المشهد الأوكراني الروسي مفتوح على كل الاحتمالات، مما يفرض شرعية القلق والتحسس، والتعامل بتحفظ مع المعطيات الجارية على أرض أوكرانيا وامتداداتها وما حولها.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences