العقبة وأعداء السياحة
الشريط الإخباري :
كلما اعلنت شركة ايله العقبة عن اقامة حفل فني والتعاقد مع فنان عربي اشعر بالفرح والتفاؤل .
و اشعر اكثر بالتفاؤل والفرح كلما رست في ميناء العقبة باخرة تقل سواحا اجانب ، وهبطت في المطار العقبة طائرات تقل سواح اجانب .
و اشعر بفارط الفرح والتفاؤل في متابعتي لاخبار عن افواج من سواح من دول افريقيا وامريكا اللاتينية يزورون الاردن لاول مرة في موسم الحج المسيحي .
و يغمرني كثيرا شعور بالتفاؤل والفرح كلما قرات خبرا عن مطار الملكة علياء الدولي وارتفاع حركة المسافرين والمغادرين ، وعودة الحياة .
تزايد سياحي هو بركة اقتصادية وخير على الاردنيين .
و تزايد سياحي ، هو شهادة حسن سيرة وسلوك لبلادنا : وبائيا وامنيا واقتصاديا ، ومؤشر للتعافي وعودة الحياة بعد سنوات الاليمة من تداعيات كورونا وتوابعها القاسية .
و من العقبة ، شهادة حية لعقول ومبادرين في الاقتصاد السياحي يناضلون لاعادة الاردن على خريطة السياحة الاقليمية والعربية ، والعالمية .
وشهادة ليالي النشاشيبي «ام السياحة « في العقبة ، وعقلها وروحها ، وسيدة اعمال ذات استشراف عبقري للمستقبل ، وتؤمن بالتحدي ، وعرفت كيف تحافظ على صمود اعرق واضخم فنادق رغم تداعيات كورونا وتوابع الحظر والاغلاق ، وما خلف من ارهاق مالي عنيف على المنشات السياحية ، وتحديدا في العقبة .
عودة الحياة ما بعد كورونا وعودة السياحة الى عافيتها يبدو انها مازالت تعالج في منظور ارتجالي ، ودون توفير غطاء لقرار سياسي ضاغط على كل المستويات يحمي السياحة من توابع ضغوطات وتدخلات اعداء السياحة وحملة الفتاوي ، والايدي المرتجفة في صناعة القرار .
اعلن قبل ايام عن اقامة حفل لفنان مصري في العقبة ، والاعلان لم ينشر رسميا بعد . ولكن ، في عز التفاؤل بعودة السياحة خرجت علينا اصوات في المجال العام تبطن موقفا عقائديا ودينيا معاديا ورافضا للفن والترفيه ، والثقافة .
و قبل ان يصل الفنان الى الاردن هاجموا وردحوا للفنان والحفلة .. وللاسف الفن بلا انصار ولا موالين ، ولا مدافعين .. عندما تتصدى للدفاع عن مشروع فني وثقافي تتهم بالتكفير والفجور ، واحيانا تخدش وطنيتك .
اكتب عن العقبة ، وهي على موعد قريب من استقبال فنان عربي ، واكتب عن العقبة ، والاردنيون يتوقون الى السياحة والحياة ، والعقبة عطشى الى سياحة عربية واجنبية من دول الجوار القريب والبعيد ، والفنادق غرفها مازالت تعاني من الفراغ ولا يسمح غبارها الا النزلاء ، والتجارة والمنشات السياحية تلهف الى السواح الاجانب والعرب .
في العقبة.. السياحة مظلومة ، والقطاع السياحي الخاص مظلوم ، ومستثمرو السياحة مظلومون اكثر .. ولا تستغرب كم يكابدون ويناضلون ويقامون بشراسة من اجل حماية وبقاء المنشات والمرافق ، والفنادق على قيد الحياة .
ليس من السهل ان تمتدح احدا ، او الاشارة الى القطاع الخاص في القطاع السياحي وغيره بكلمة خير في بلد له شعاراته التي لا تتجاوز البطالة والفقر والوباء وضنك وقرف الاردنيين .. ولكن علينا ان نتعلم كلمة شكرا للذي يعمل ويجتهد ويناضل بارادة وهمة وشجاعة واخلاص وخدمة للبلاد والناس .. فشكرا لليالي النشاشيبي ،و شكرا لايلة العقبة ..و اهلا وسهلا بفناني العرب والعالم