هاجس الانتقام قاتل مأجور .. وعام واحد كفيل بإنضاج الحقد في القلوب ليحين وقت الهجوم
الشريط الإخباري :
يواجه أهل القدس هذه الأيام الفضيلة من شهر رمضان سلسلة من حروب الانتقام بحجة ما حدث في رمضان الماضي لعام 2021 في القدس وأنحاء فلسطين من تحجيم للذات الوطنية للمحتل على يد الفلسطينيين. أما الهدف الحقيقي فواضح ولا يخفى على أحد وهو تطهير القدس من سكانها المقدسيين وتهويد كل نفس وحجر يشهد بأنها عربية.
ولسوء الحظ ولأول مرة منذ ثلاثة عقود يتصادف شهر رمضان مع ما يسمى بعيد الفصح اليهودي ،وبالتزامن مع ذلك فقد توافد آلاف الفلسطينيين واليهود على البلدة القديمة في القدس مما زاد من حدة التوترات حول الأماكن المقدسة المتنازع عليها وسط اعتداءات على المواقع الإسلامية خصوصا المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين. أما اللافت للنظر فهو عدد المشاركين بالاقتحامات للمسجد الأقصى هذا العام والمتتبع للأرقام يلاحظ بأن العدد يزداد باطراد كل عام.
بالإضافة إلى ما قام به مستوطنون من عمل مسيرة للأعلام استفزازا لمشاعر الفلسطينيين.
ومنذ العام الماضي كان حي الشيخ جراح تحت المجهر الصهيوني، والحقيقة أنه منذ زمن بعيد وهو تحت المجهر..
لكن لماذا هذا الحي بالذات؟
من المعلوم بأن الاحتلال ومنذ بدايات إنشاء دولتهم المزعومة وهم يستهدفون إنشاء تواصل جغرافي استيطاني هدفه الحد من الترابط الجغرافي الفلسطيني مع أسوار القدس، حيث تقع المنازل الفلسطينية المستهدفة المهدد سكانها بالترحيل لمصلحة جمعيات الاستيطان على طول شارع نابلس وفي منطقة شيكونان اللاجئين وكبانية أم هارون.فبعد ثلاث سنوات من احتلال القدس الشرقية زعموا بوجود اراض وعقارات لليهود في الحي قبل قيام ما يسمى بإسرائيل فقاموا بزرع بؤر استيطان وإحلال اليهود المتدينين الحريديم في قلب الحي. ثم بدأت الجمعيات الاستيطانية بتحريك دعاوى ومزاعم ملكية في الشيخ جراح أمام المحاكم "الإسرائيلية" على بعض العائلات لإخلاء منازلهم وعقاراتهم..
والقضية مستمرة إلى الآن والهدف منها تهويد الحي. ولا يخفى على أحد ما يقوم به المحتل من اعتداءات متكررة ومصادرة بيوت إلى فرض ضرائب على التجار بالإضافة إلى ما يقومون به من هدم للبيوت وفرض غرامات باهضة تتعدى إمكانات السكان في الحي..وكل هذا في محاولة لطمس هوية المدينة التاريخية والدينية.
وبعد كل هذا ..هل من الحمية ترك أهل القدس عراة الصدور يواجهون القتل والطرد والاعتقالات..
أما آن فتح أقفاص سايكس بيكو أمام ترس العروبة ليزين صدر القدس ويمحو العار في فلسطين؟؟
بديعة النعيمي