بيع الصالح قبل الخربان

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
ما أن سمّيتُ باسم الله وكدتُ أبدأ بالكتابة إليكم بكامل طقوس الكتابةِ لديّ حتى خرج صوت (البكم / البك أب) ينادي من فيه : اللي عنده خردة للبيع ..حديد ..ثلاجات ..غسّالات ..هوّايات..خربانة ..ويجوز أنه لم يذكر هوّايات وهي في عقلي الباطن ..!
تركتُ الفكرة التي سمّيتُ عليها والتي كنتُ أنوي ذبحها و طبخها لكم ..و تلبستني فكرة (الخردة) ..وموسيقى النداء الذي لم يتغيّر منذ صحوت على الدنيا قبل أربعين عاماً ..وكأنه ذات (البكم / البك أب) شقيق (السفن أب) قبل ظهور (الواتس أب) و الذين لا أعرف لهم (أيّ أب) ..سوى أنهم يحاصرون (الكاتش أب) في لحظة قلقة و يعلنون أنهم لا يعرفونه ولا يقرب لهم ..وأبوه ليس من عائلتهم ..لذا تخلّوا عنه و تركوه يسكب أحمره في كل شوارع العصف العربي و ليت المسكوب –فعلاً- هو كاتش أب وليس دماً عربياً قانياً بالمجان في زمن الغلاء العربي الفاحش ؛ حيث رأس البصل أغلى بكثير من رأس المواطن العربي ..!
أعود للخردة ..و النداء عليها في شوارع الطبقات (اللي ماكلة روح الخل) ..و هذه النداءات كأنها تساوم الذي لا يجد قوت يومه على (قطعة) من بيته وقت الضنك الشديد ..و أعرف كثيراً من الحكايات التي تمّ فيها بيع (شيء صالح ) و يستعمل ؛ على أنها خردة لأن المصاري الكاش لحظتها أهم من كل قطع المنزل ..!
لا أعرف إن كان (البك أب) يمشي بين فلل عبدون و دابوق و الصويفية ..ولكن الذي أعلمه تماماً أن هذا النداء (الخردواتي) يجب أن يقلق راحة المسؤولين حيث كانوا كي يبقى شاهدا هذا النداء على بيع كلّ شيء قطعةً قطعة..!
وأترك تأمّل المشهد كاملاً لخيالاتكم التي تستحق أن يكون لها في كل زاوية تمثالاً للصبر والصمود ..!
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences