هل يضيع حق شيرين كما محمد الدرة؟
الشريط الإخباري :
هل تتكرر فاجعة الشهيد محمد الدرة، مع الشهيدة شيرين أبو عاقلة؟؟ الدرة الطفل تم اغتياله بإطلاق الرصاص عليه وهو يحتمي بحضن والده أمام الكاميرات، ومع ذلك اتهموا الفلسطينيين أنهم من أطلقوا الرصاص على ابنهم الدرة، وخابت روايتهم وتراجعوا أمام وضوح الكاميرا، وهذا ما فعلوه أيضاً مع شيرين، بقولهم أنها أصيبت برصاص فلسطيني، وتراجعوا أمام وضوح المشهد ودلائل اقترافهم للجريمة.
في الحالتين اغتيال الدرة وأبو عاقلة حاولوا التهرب من المسؤولية والصاقها بكل وقاحة بالفلسطينيين ولكنهم فشلوا، واعترفوا بعد أن صاغوا الحجج وألفوا القصص والتمييع، لإذابة الجريمة وإضاعة الحق، حق الشهداء وعائلاتهم، والدرة وأبو عاقلة نماذج لوقائع مماثلة، ضاعت تحت طائلة عدم المتابعة ومراكمة الجرائم حتى لم تعد تُحصى، من كثر الجرائم والإعدامات شبه اليومية للفلسطينيين على يد مجرمي المستعمرة وأفعالهم المنهجية المقصودة الحاقدة ضد الشعب الفلسطيني، بشرائحه وتنوعاته، شاملة كل المكونات بدون قيود أو تحفظ، فالشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني مستهدف من قبل أجهزة المستعمرة وجيشها والعاملين معها وبها.
قد يكون التطاول على جنازة شيرين هي الحدث الفاقع الأبرز، الذي ترك أثراً في نفوس كل من رأى وشاهد، وغدت جريمة الجنازة هي مشهد الإدانة لفعل المستعمرة وأدواتها أكثر من عملية قتل شيرين، وما فعلوه بجنازة شيرين هو التأكيد على ما فعلوه بقتل شيرين المؤكد، والتهرب من الإدانة، وأفعال الجريمة، وعدم المحاسبة، هو الهدف الإسرائيلي، مستغلين نفوذهم الدولي أميركياً وأوروبياً، وعدم الإصرار الفلسطيني العربي الإسلامي المسيحي هو سلاحهم الثاني بعد نفوذهم الدولي المفضي إلى تمييع الواقعة، وتلاشي نتائجها وجعلها مجرد قصة، رواية، مشهد تلفزيوني، مقطع سينمائي وليس قصة شعب تُروى بالدم والتضحيات.
ملاحقة المجرمين الإسرائيليين، جنوداً وقادة ومؤسسات هو المطلوب، وأن لا يضيع دم شيرين كما سبق وضاع دم محمد الدرة وغيرهما العشرات من ضحايا الاحتلال وجرائمه، ملاحقة المجرمين وجلبهم إلى منطق العدالة وقيمها هو العنوان الغائب، وطالما بقي المجرمون بلا قيود، سيواصلون جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني.
الاهتمام بقضية شيرين تفوق على ما عداه وعلى من قبلها، ويجب أن تبقى حية عنواناً للعدالة التي يفتقدها الشعب الفلسطيني ويتطلع لها ويحتاجها بعد الظلم الذي وقع عليه من قبل المجتمع الدولي ولا أستثني أحداً، فالذين أول من اعترف بالمستعمرة الولايات المتحدة الرأسمالية والاتحاد السوفيتي الاشتراكي، وتركيا وإيران الإسلاميتان، وهذا هو الظلم بعينه.