زمن الكازوز " نبيل عماري"
الشريط الإخباري :
"كازوز بارد." يندفع بائع الكازوز بين رواد السينما ينادي ويضرب بمفتاحه على السطل الحديدي الممتلىء بالثلج وهو يصيح بأعلى صوته: "كازوز بارد كازوز بارد." ساندويش كازوز، واصل كلمة ازوزة او كازوزة الى ايام الاحتلال الانجليزي لمصر ، حيث كان بائع العرقسوس بهيئته المعروفه وهو ينادي على العرقسوس يلفت انتباه الانجليز ، فأراد احد الانجليز ان يعرف ما هذا ، فنادى عليه واخذ منه كوب من العرقسوس ولكن الرجل الانجليزي لم يعرف ان ينطق كلمة عرقسوس ، فكان يقول ( ارك سوس واختصرت الكلمة الى كاسوس) وأنطلق الأسم من مصر إلى بلاد الشام والدول العربية وصارت جميع أنواع المشروبات الغازية تسمى كازوز بكافة أنواعها وصرنا نغني للكازوزة عبر صوت ليلى نظمي ماشربش الشاي أشرب أزوزة أنا باللهجة المصرية ومن الذاكرة الجميلة أن مدارس الطفولة كانت تعمل رحلات غير منهجية لحضور فلم سينمائي حين كنا نصطف طابور تقوده المعلمات لنصل للسينما وتشمل الرحلة حضور فلم سينمائي وساندويشة وكازوزة وكانت السينما سينما سلوى بالزرقاء وكان يعرض فلم تائة بالصحراء عن طفل يتوه بالصحراء ويعاني العطش وملاحقة الضباع وكان من يملك سينما سلوى كذلك يملك مصنع مشروبات غازية مجاور للسينما وتشمل على ثلاثة أنواع نوع يسمى أورانجو ونوع ثاني قريب من السفن أب يسمى أفرفش والثالث بسعر أقل وكميات الصودا قليلة يسمى فرش وأستمر عرض فلم تائة بالصحراء مدة طويلة وأزدادت كميات البيع الكازوز كون اللذين يشاهدون الفلم يعطشون كناحية نفسية ويضطرون لشراء المزيد من تلك الزجاجات خاصة أنه كان يعرض خلال فترة صيف الزرقاء الحار ومن الأنواع التي كانت تباع في ستينات وسبعينات القرن الماضي الكراش بكافة أنواعة والساليوت وآرسي كولا ودعايتها المشهورة مع فهمان أنا بدي آرسي وببي بدو آرسي وأمي بدها آرسي ستوب أشرب يا حبيبي آرسي ودعاية الميرندا أنها سيل من طعم البرتقال وكذلك دعاية تيم وببسي وكذلك دكتور بيبر ونوع يسمى جلول ونوع قديم يسمى سحويل ولغايات حث الناس على شرب تلك المشروبات الغازية كان الأعلان عن جوائز قيمة تحت غطاء "قناني” بيبسي كولا وميراندا أو االآرسي وذلك في مطلع سبعينات القرن الماضي تحول إلى هوس في اوساط الفتيان والشباب.جوائز تبدأ من زجاجة من المشروب ذاته وتصل إلى جهاز تلفزيون أو دراجة أو "صحون طائرة".والصحون الطائرة هذه، عبارة عن لعبة على شكل طبق بلاستيكي بلون برتقالي للميرندا والأزرق للأرسي كولا يقذف في الهواء فينطلق بحركة جذابة تبعاً لمهارة مطلقه. وقد انتشرت اللعبة حينها ومع حملة الجوائز تلك، تحول الاهتمام عند شراء زجاجة من المشروب الغازي إلى الخطوة التالية لفتح الزجاجة، وهي إزالة الفلينة تحت الغطاء، وكانت تلك من انجح الحملات الإعلانية حينها.وكذلك تم أختراع ألعاب مع تلك الزجاجة الفوارة مثل لعبة الفارة وادخال حبات من القضمامة وشربها مع تلك المشروبات ومن الجدير بالذكر أن صناديق الكازوزأنذاك كانت خشبية وكانت تباع الزجاجة بقرشين ونصف ونوع ثاني بقرش ونصف ومع بدايات الثمانينات ظهر نوع من المشروبات الغازية بزجاجة تشبة زجاجة دواء التوسفين تسمى فيفا بعدة أنواع ، نعم كلمة كازوز شاهده على زمن كان جميلاً زاهياً بطعم الطيبة زمن كانت كل المشروبات الغازية تسمى كازوز والذي جعلني أكتب عن زمن الكازوز مسلسل أبناء القلعة والذي يتناول جزء منه صراع بين مصنع كازوز منعش ومصنع كازوز كولا فزمن الكازوز يبقى في ذاكرة من عاش تلك الأيام ,