الاستقلال
الشريط الإخباري :
الاحتفال بالاستقلال لا يستقيم الا بقراءة التاريخ . و يوم 25/5 ليس عاديا، ومجرد يوم للاحتفال والتسابق العاطفي مع الامنيات والمعاناة .
في يوم الاستقلال .. وكما نكرر كل عام ..انه يوم يعيش في كل ايام السنة . يوم للبناء والصبر والعمل والتحدي .
ويوم للشهداء والابطال ومن قاتلوا في سبيل بناء الاردن وحمايته ودافعوا عنه في الكرامة وباب الواد والقدس .
استقلال الاردن صنع بالدم والارادة .. وتحرير الاردن من نفوذ الانجليز وهيمنة كلوب، وحماية الاردن من الدخول بالتبعيات العربية .
الاستقلال في وجدان الاردنيين، ليس احتفالا لتكرار الكلام العاطفي، وانما هو تعبير عن قيم وطنية لربما قصرنا في تعليمها وترسيخها في المؤسسات التعليمية المدرسية والجامعية، وتحويلها الى طريقة حياة ونجاة وطنية .
الاردن ولد في عين العاصفة، ونال استقلاله بحد السيف.
في عهد الملك الحسين، وقف الاردن صامدا في وجه تحديات اقليمية ودولية، ولم يختبئ وراء عباءة قوى دولية، وخاصم وشاكس دولا اقليمية، ووقف الى جانب اشقاء عرب تعرضوا الى حصار وعانوا من الحرب، ودفع ثمنا لمواقف الملك الحسين الحكيمة والذكية .
في احتفالنا كل عام بالاستقلال هو عنوان عريض لاستقرار الاردن، وكيف نجح في تفادي كوارث كبرى كادت ان تعصف في الاقليم من الربيع العربي، وما انتج من زوابع فوضى وخراب وحروب .
و بقى الاردن واقفا الى جانب الشعب الفلسطيني لاقامة دولته وحل عادل للقضية . وحمى الاردن القدس، ووقف في وجه سياسات ترامب، وعرقل نفاذ مفردات صفقة القرن الترامبية على الارض .
وساند العراق في اشد محنه، ويده امتدت الى لبنان في عزلته وحصاره وازمة الطاقة . وكلا البلدين العربيين بحاجة الى مساندة لافشال محاولات تحويلهم الى دول فاشلة وعبء على الخريطة .
و في سورية حافظ الاردن على سياسة حكيمة ووازنة، وقف مع وحدة سورية، ورفض التدخل الاجنبي واسقاط النظام، وتدويل الازمة، وتقسيم سورية .
الاستقلال يعني كيف نبني اردنا حرا وقويا . والحرية تعني رفض اي هيمنة اجنبية، والتحرر من العوز والفاقة وقلة الحيلة، والتحرر من المرض والتشرد .
نحتفل بعيد الاستقلال حاملين علم الاردن خافقا بنجمته المضيئة واللامعة ، ونرفع رايات الاردن معاهدين الارض والسماء، ونهتف باسم الوطن وحريته واستقلاله