لبنان الجميل كان وسيبقى

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بلد الفرح، والغابات، والشمس المشرقة، وأَرزْ  الكرامة، وشواطئ المتوسط، والشعب الحيوي الممتد حضوراً ونفوذاً من شمال الكرة الأرضية إلى إفريقيا السوداء إلى أميركا اللاتينية.

بلد شعب التعددية من المسلمين والمسيحيين، ومذاهب السنة والشيعة والدروز، بلد القوميات من العرب والكرد والسريان والارمن، أبناء الوطن الواحد والتعايش المشترك.

لبنان الوطني القومي اليساري الليبرالي، بلد الأحزاب المتأصلة، ورؤى التعددية الفكرية والألوان السياسية، بلد الكل الذي يجمع ولا يُفرق، على قاعدة القواسم المشتركة، وشراكة الوطن الواحد لكل اللبنانيين.

لبنان الديمقراطي الذي تفرد باحتكام مؤسساته الرئاسية والحكومية والبرلمانية على نتائج إفرازات صناديق الاقتراع، حينما لم تكن العديد من البلدان العربية تعرف الانتخابات، ولا تستعملها، وتقف ضدها، وتستهجن التجربة اللبنانية أن يكون الرئيس منتخباً من أصوات أعضاء البرلمان.

لبنان المحبة والفن والغناء والإبداع، بلد الشعر والرواية، بلد النشر المتفوق لكل ما هو مسموح به وممنوع من الكتب والنشرات واللغات والثقافات.

هذا الوطن الجميل، وطن اللبنانيين يعيش أقسى ايام حياته، حتى في الحرب الأهلية القاتلة، لم يعش، لم يُعاني، لم ينحنِ، لم يَجُع، ولم يُقهر كما هو اليوم، حيث الفقر والحاجة تجتاح شرائحه المتعددة، ولا تستثني أحداً.

المرضى يحتاجون للعلاج، وهم بلا أدوية، عملتهم غدت بلا قيمة، فقدت وزنها، وتفوقت في الانحدار على الدينار العراقي ايام الحرب والحصار.

لبنان هذا غير لبنان ذاك، أعلن الإفلاس، بعد أن كان ثرياً بغنى موجوداته ومواطنيه وابداعاته، وتحول ليكون نموذجاً للفقر والحاجة والعقوبة، عقوبة الأصدقاء والحلفاء، قبل عقوبات الأعداء وابتزازهم، وهي أكثر قسوة ووجعاً على الناس، على العائلات، على البشر بتنوعاتهم وتعدديتهم، وربما الوجع هو الذي وحدهم، لعل الألم واسبابه يدفعهم نحو الخروج الموحد من المأزق السياسي الاقتصادي الاجتماعي الذي يعصف بهم.

حينما نسمع وجع اللبنانيين، نحزن، نتوجع معهم، نبكي حسرة على ما كانوا عليه، وعلى ما وصلوا إليه، حيث لا نستطيع إلا أن نكون معهم، في خندقهم، نتطلع إلى الغد بروح التفاؤل والأمل لعل أبواب الانفراج تُفتح لهم، حتى يكونوا بما يستحقون يملكون القوة والحضور والثقة، وأنهم سيخرجون مما هم فيه.

مع لبنان، كنا وسنبقى، لبنان الذي هزم المستعمرة وقواتها وخرجوا منها بلا قيود، بلا اتفاقات، بلا اذعان، وسجل لبنان الكرامة أنه اكبر من كل أعدائه وخصومه، وإن ظهر أنه غير ذلك، ولكن أعماقه، وشجاعة مواطنيه، وبسالة مقاتليه تفوقت على عدوهم الوطني القومي الإسرائيلي، الذي كان حتى ينتهي، ويزول، وينقشع عن لبنان.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences