فيصل الفايز : لا خوف على الاردن والأولوية للإقتصاد

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه
منذ تأسيس الاردن مطلع العشرينيات من القرن الماضي على يد الاميرعبد الله الاول ، كانت بعض دول الاقليم الناشئة والبعض من اتباعها وقوى محلية ممن ضربت مصالحها، تحاول انتاج قلق الإسقاط في الأردن من أجل زعزعت أركان البنيان السياسي الاردني الوليد ما بعد سقوط الدولة العثمانية ، وكان في الوقت ذاته عند الاميرعبد الله اصرارعلى البحث عن تشكيل الدولة ومواجهة التحديات والاخطار شاركه في هذا الاصرار نخبة من شيوخ العشائر والقادة من الاردن والعالم العربي  ومنهم رجال الثورة العربية الكبرى الذين شهدوا وعاشوا ماحملته المؤامرة البريطانية على الشريف حسين ملك العرب وعلى حلم توحيد الامة تحت راية واحدة . 
تلك التحديات التي واجهها الاردن مع فترة التأسيس على كل الجبهات وخاصة جبهات بعض الجوارالعربي الذي لم يستسغ وجود الحكم الهاشمي في الاردن ،وقبل ذلك في سوريا ومن بعد ذلك في العراق ما شكل ضغطا امنيا داخليا لفترات طويلة من الزمن جعل صلابة المواجهة اقوى واشد عودا، كما أن بدء تبلور مشروع إقامة وطن قومي لليهود الصهاينة بفلسطين، ومن ثم إحتلال فلسطين وإقامة دولة الكيان وتأثيركل ذلك على الاردن، جعل المواجهة  تهدد الامن والاستقرار بشكل متواصل وبنقس الوقت لم تستطع تهديد وجود الدولة، واعتقد ان تلك  الفترة الزمنية كانت أصعب واقسى مما نمربه اليوم، بما حملت من أشكال وعناوين بركانية أو زلزالية عالية الحركة والسخونة وبآليات مختلفة من مرحلة الى أخرى وامتدت لسنوات سواء كانت داخلية أو خارجية ، وكان أصعبها ما تعرض له الاردن في فترة المد الناصري من محاولات قلب نظام الحكم  وخاصة محاولة الانقلاب المدعوم من القاهرة الذي قاده عام 1957 رئيس الوزراء الاسبق سليمان النابلسي ورئيس الاركان انذاك علي ابو نوار، واما اشد تلك التحديات صعوبة فكان ما جرى في العام 1970من محاولة ضرب الدولة  بدعم عربي ودولي، وتم تجاوزهما ونجح الاردن بالخروج من هذين المفصلين الخطيرين بفضل شجاعة وحكمة قيادة الملك الحسين رحمه الله، واما اخطر التحديات التاريخية  التي واجهت الاردن وشكلت تهديدا له في مختلف المفاصل الوجودية  للدولة منذ نشأت الاردن ولغاية الان فكان وما يزال المفصل الإستراتيجي الصهيوني ، المعروف ب ” الوطن البديل ” ، والذي حاول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب  فرضه عبر ” صفقة القرن" والتي تصدها لها الاردن بقيادة الملك عبد الله الثاني بشجاعة وبسالة ، رغم الضغوط الهائلة التي مارستها ادارة ترامب وبعض الغرب وبعض العرب على الملك وعلى الاردن وخاصة في مجال منع المساعدات الاقتصادية والمالية .
ومن هنا ومن واقع التجربة ومقارنة ذلك الماضي مع ما نعيشه الان من ازمات متتالية، وخاصة الاقتصادية منها وانعكاساتها على الواقع الاجتماعي  فانني اوافق  رئيس الوزراء الاسبق ورئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز بما جاء من تصريحات له في حديثه لاحدى المحطات الفضائية المحلية " بأنه لا خوف على الاردن " فهذا الامر بإعتقادي أصبح محسوما عند الغالبية العظمى من الاردنيين بفضل قيادة الملك عبدالله ورؤيته وعلاجه للمشاكل والملفات الداخلية والاقليمية واشتباكها مع الملفات الدولية بالروية والصبر، وأيضا بالاصرارعلى تجنيب الاردن مخاضات ولادات المشاريع التي لا تصب في مصلحة البلاد والعباد، كما أعتقد ان الرئيس الفايز وضع يده على الجرح الذي تعاني منه البلاد والمتمثل بالأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على الواقع الاجتماعي، وخاصة في مجال ارتفاع معدل البطالة وتوسع هامش الفقر حتى وصل الى نسب خطيرة قد تنعكس على الاستقرار الأمني وإرتفاع معدل الجريمة، فالمشكلة هي اقتصادية وليست سياسية، على الرغم من أهمية العامل السياسي ، الا أن دولا كبرى كالصين مثلا والتي يحكمها  حزب واحد هو الحزب الشيوعي نجحت وتطورت من خلال الاقتصاد  وليس من خلال السياسة ، وفيتنام  الصاعد اقتصادها الان  تسيرعلى نفس الخطى ،ولذلك فأن ما يطالب به الرئيس الفايز وغالبية من المواطنيين هو ضرورة الاسراع بإيجاد الحلول للمشكل الاقتصادي حيث رأى الرئيس الفايز ان الحل يأتي من خلال انشاء المشاريع الصغيرة والمشاريع الكبرى عبر جلب الاستمار ،اضافة الى ضرورة الاهتمام بالواقع الزراعي من خلال الاستثمار بالاراضي الشرقية والجنوبية للمملكة مشيرا في الوقت نفسه الى أن وجود المياه  فيها بالرغم من ان استخراجها  يحتاج الى استثماركبير ، لكن ممكن توفيره من خلال القطاع الخاص او من خلال الصناديق والبنوك الدولية ،او من خلال الدول الصديقة للاردن ،وقد أشار الى دراسة المانية تؤكد وجود المياه بوفرة في المنطقة الممتدة ما بين الجيزة "جنوب عمان " وحتى محافظة معان ،والتي في حال استخراجها ستنعش القطاع الزراعي وستشغل عمالة اردنية بأعداد كبيرة ، كما اشار الى اهمية وجود السدود الصحراوية في المناطق الواقعة شرق البلاد وهي ليست ذات كلفة عالية حيث يمكن تخزين مياه الشتاء السطحية  الواردة من الاراضي السورية بإتجاه السعودية، وهو ما سينعكس على واقع العمالة وواقع الامن الغذائي، وبالتالي إمكانية التصديرقبل التصنيع او بعده في حال تم انشاء مصانع تقوم على تصنيع المنتجات الزراعية ما يساهم بجلب العملات الاجنبية لخزينة الدولة بدلا من الاستدانة كما هو حاصل الان من أجل تغطية فاتورة الاستيراد. 
ان الحل الصحيح للاقتصاد الوطني والذي يتفق عليه كل خبراء الاقتصاد هو بوقف الاستيراد لكل ما يمكن تصنيعه محليا، وبالتالي وقف الاستدانة أوالتخفيف منها ،ولايمكن ان يتم ذلك الا من خلال مسارعة أجهزة الدولة بتنفيذ الخطة التي كان اقترحها الملك واوكل الاشراف عليها لرئيس مجلس الاعيان فيصل الفايز، والقائمة على إنشاء المشاريع الزراعية وتوزيع اراضي الدولة على الشباب، وانشاء المصانع التي ترتكزعلى تصنيع المنتوجات الزراعية وبالتالي فتح اسواق للتصدير بدلا من الاستيراد ، فنحن نمتلك الكثيرمن الثروات، ونمتلك مجتمعا شابا قادرا على العطاء ، كما نمتلك قيادة صلبة وذات عزيمة قوية لا يمكن ان تنشغل بقلق الاسقاط كما يحاول البعض الترويج له ، فلا خوف على الاردن المهم أن نتجه  وبسرعة  نحو التنفيذ  كما يقول الفايز ..............
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences