التحرش
الشريط الإخباري :
لا احد يعرف، هل انتقل التحرش من الجامعات الى الشارع ام العكس ؟
قضايا التحرش في الجامعات قديمة .
وسبق ان سجلت طالبات في جامعات حكومية واهلية قضايا تحرش بحق مدرسين .
ولكن، ما ميز «قضية التكنو» ان الضحايا جمهور من الطالبات .
كان يمكن من الحكمة والمسؤولية نقل اوراق وملف القضية الى النائب العام، ويُفتح تحقيق جنائي وقضائي بعيدا عن الجامعة .
هل سوف تنشغل بعض الجامعات في قادم الايام في قضايا التحرش ؟
وفي غمرة ما تابعنا من كلام صاخب عن متحرش التكنو، يبدو ان الجامعات سوف تستحدث ادارات مستقلة لمناهضة التحرش .
القضية نالت اهتماما واسعا اعلاميا وشعبيا، وكما لو ان طرفا ما كان ينتظر تفجيرها .
فضائح تزوير شهادات جامعية وابحاث ترقية اكاديمية، وشهادات جامعية مضروبة من جامعات غربية واسيوية خدشت التعليم الجامعي ونالت من سمعته وحشمته وووقاره، واخلاقه العامة، ولكنها لم تُثر اهتمام الناس .
يمكن القول ان السؤال المركزي عن التعليم الجامعي هل انتقل من البحث العلمي الى التحرش؟ .
وبكرا، ستخرج تصنفيات جامعات تتقدم واخرى تتاخر في قضايا التحرش، والتنافس يحتدم بين الجامعات على اخبار التحرش .
وهل فقدنا الامان الذي كان ممنوحا للجامعات في استقلاليتها وقداسة حرمها، واستبدلت اليوم باخبار عن جامعات طلابها يشعرون بالخوف على كرامتهم .
التحرش خطر كالوباء والعن واقذر، وعندما يصيب مدينة، فيتحول من جريمة شخصية الى هستيريا جماعية .
ازمة التحرش جذرها تربوي وتعليمي، واكتشاف لذكورة عدوانية . والمبادر للتحرش في الخيال الجمعوي يتحول الى بطل والضحايا هم الحلقة الاضعف، وضمن تصورات لافكار ذكورية مستبدة مسبقة .
وللاسف سياسات التعليم لا تعلم شئيا، وجامعات مجرد ماكينة لطباعة الشهادات الجماعية . قضايا وفضائح التحرش تكشف هشاشة التربية الجامعية، والى اي درجة انحدرت، واصبحت مخزنا للتخلف والجهل، ولم تعد مؤثرة بعد سنوات كانت الجامعة فضاء للحرية والتنوع والتعددية، ومن الجامعة يعبر الطلاب الى المجال العام حاملين افكار التنوير والاصلاح، والتقدم .