سعد المجالي «أبو تميم »
الشريط الإخباري :
سعد المجالي « ابو تميم « وانا ، كنّا نتناقش كثيرا ونختلف قليلا.
عرفته في خيمة عبد الحي المجالي بالشميساني .. وفيما اذكر كانت احداثا ساخنة في القدس ، والمستوطنون يقتحمون الاقصى .
و زيارة ترامب للقدس المحتلة ، واعلان صفقة القرن ، ومشروع السلام الامريكي / الاسرائيلي ، والموجة الجديدة من التطبيع العربي .
ومراجعات ورهانات القضية الفلسطينية التي رافقت ما يسمى الربيع العربي . وولادة المقاومة الشعبية الفلسطينية واحياء النضال الشعبي .
و الحرب الاسرائيلية الجديدة على الفلسطينيين باسم صفقة القرن وغيرها ليتم تصفيتهم وتهجيرهم ، وتهويد الجغرافيا الفلسطينية المحتلة .
تعرفنا بعد مطارحات اراء حول اوسلو ووادي عربة، وفتح ، وحماس، والدور الاردني ، وغبطة الجدل حول الاْردن وادوارها .
اختلفنا واتفقنا ، من يومها صرنا اصدقاء ، وان كنّا رفاق افتراضين نتقاطع في مواقف واراء حول الشان الاردني وملفاته المعقدة ، والقضية الفلسطينية الحلم والمستحيل والممكن .
«ابو تميم « اجاد النضال السياسي ، واخلص لفلسطين ، وعرف كيف يقدم القضية ويعرفها للعالم .
لطالما حمل حديثه عن القضية الفلسطنية سرا ولغزا ، ونبوءة.. وكان دائما يسبق الاحداث ويقدم مساجلات تفحم من لا يفقهون في السياسة والنضال السلمي واصولهما .
كان «ابو تميم « لا يتعب ولا يمل من النضال السياسي والمطارحات .
ولطالما تساءلت عن لغز مواصلة اردني اشتباكه النضالي مع القضية الفلسطينية وفصائلها المقاومة الحية ، تعثر السؤال كثيرا .. وصار لي ان افك لغز السؤال بعد جنازة سعد المجالي المهيبة بالكرك ، وقد رفرف علم فلسطين ، وكفن جثمان الراحل بعلم الثورة.
كنت مع «ابي تميم» على تواصل ، وقبل ان يرحل .. متواجد في الوسط السياسي والنضالي والثقافي ، وعلى كل الجبهات ، واجمل واقوى اسلحته رفضه القاطع للتطبيع .
لربما كنّا في قلب معارك كثيرة اردنيا وفلسطينيا بقينا مسكونين بهم واحد وامل ، ومسحة حزن ، ومؤمنون ان الاْردن وفلسطين قضيةواحدة ، وهذا سر «سعد» الاخير .
الجمعة ، وبعد مشاركتي في الربة السخية بكرم الرجال الطيبين في عزاء الراحل سعد المجالي ، وعفو الكرام عن الشاب المتسبب في حادث وفاة سعد المجالي ، عرفت ماذا يعني ان تكون مناضلا كريما وشجاعا في حياتك ورحيلك .
ولذا اقول لروح سعد المجالي الطاهرة والخالدة، اختلفنا في تفاصيل وتكتيك ، واتفقنا ان لا نسكن في المناطق الرمادية ، والتي لا تشبه كركيتنا واردنيتنا وفلسطينيتنا .
واظن ان النقاش سيستمر بيننا ، وسابقى اواجهك باعجابي بثوريتك ونضالك ،وعنادك السلمي .