مدقق لغوي

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
في الكتابة الصحفية هناك مصححو لغة يسيرون وراء خطى أي نص صحفي مكتوب.

و في أي صحيفة وموقع اخباري يُعين مدققون ومصححون لغويون.

لربما الصحف مازالت تحتفط بالمدققين اللغويين، وفيما لا تلتزم مواقع اخبارية بالتدقيق اللغوي ولا حتى المهني الصحفي.

عملت في جريدة شيحان الاسبوعية قبل اغلاقها نهائيا.. وكان مدقق لغوي اسمه» ابو احمد « متقدم بالسن.. وكلما سلمته صحفيا ارجعه الي مليئا بالخطوط الحمراء.

كان يصحح كايام المدرسة بقلم احمر، واللون الاحمر يبعث على التوتر والازعاج العصبي، وابو احمد كان يعمل مدرسا في مدارس وكالة الغوث واللاجئين. كنت انزعج من تصحيح ابي احمد، ويثور غضبي، وكنا نختلف على المرجعيات اللغوية، وابو احمد، تقليدي وكلاسيكي، ولغته جامدة ويريد العودة بنا الى عصور اهل الكهف و الزمن الغابر، وتصحيح اللغة شيء حميد، وتقويمها في قالب جامد شيء آخر.

تناقشت مع ابي احمد كثيرا في اللغة وتطورها.. ولم يكن يحتمل النقاش، ويضيق صدره بسرعة، ويتهم اي طرح لغوي جديد بانه خيانة واسفاف، وتنازل عن تراث ومقدس لغوي.

في عصر الاعلام الرقمي اختفى المدقق اللغوي، ولو ان ابا احمد حي، ويرى ماذا حل باللغة العربية، وماذا يفعل جماعة التك توك والفيسبوك وتوتير، وكيف انزلوا العربية الى اسفل السافلين.

مع تطور الاعلام اليوم وتنوع وسائله واشكاله فاكثر ما يحتاج بالالحاح الى مدقق لغوي بصري ومدقق خطي «كتابي «، ومدقق سمعي.

وكما تلزم الحكومة الصحف والمواقع الاخباري والاذاعات والتلفزة بتعيين رئيس تحرير والتزام بشروط للترخيص والمزاولة، فمن الواجب واحتراما للعربية وهويتنا اللغوية ان يضاف الى جانب ذلك مدقق لغوي.


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences