الخصاونة بين وزراء التعطيل وطلوع روح المواطن

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه
يمرالاردني بمرحلة "طلوع الروح" الاقتصادية فيما لم تُضَأ اشارةُ العبور الى مرحلةٍ اقتصادية تنعكس على المواطن بشكل مباشر ،  ولا حتى سياسية تخفف من حالة الغضب الشعبي ، فكل المؤشرات تؤكد أن الوضع  يراوح مكانه ، لكن الاكيد انَّ تلكَ الاشارة لم تعد حمراء .. خاصة ان رئيس الوزراء بشر الخصاونة يدرك ان اللعب على حافة الوقت لم يعد ممكناً مع إحتراق كل المهل التي كان بالامكان استهلاكها في مراحل سابقة واستهلكتها الحكومات المتعاقبة ، الامر الذي سيفضي للولوج الى مرحلة الاصلاح الحقيقي على كافة الصعد ........
لن نغالي في التشاؤم على مشارف ساعات من المواجهة مع المتخندقين خلف المنافع والمكاسب على حساب الوطن ، الذين أخذوا من الآن بتوجيه السهام بإتجاه مشروع إصلاح القطاع العام الذي قدمته حكومة الدكتور بشر الخصاونة الى جلالة الملك ، وخاصة أصحاب المصالح والمتكسبين من الوظائف الحكومية وبعض أعضاء مجلس النواب المزنرين بالغضب الشعبوي ، معلنين رفضهم للاصلاح حتى لو كان ذلك على حساب استمراراستنزاف الخزينة ، وقد أعلنها بعضهم انه لن يرضى بأقل من التبضع في سوق التعيينات وبحزمة من الأسماء الجهوية او المناطقية او الشللية التي ستملأ الفراغ .
ندرك تماماً ولعل الرئيس بشر الخصاونة يدرك ايضا ، ان وعد التغيير وإصلاح الاوضاع في ظل أو مع "حزمة" من المسؤولين الذين ينطبق عليهم القول" فالج لا تعالج " لا يمكن ان يتم ، وبالتالي على الرئيس ان يتحرك باتجاه الخوض في غمار الاصلاح بوجود او بعدم وجود وزراء التعطيل ، فالرجل القادم من قرب صاحب القرار، كلف بمهام محددة اولها اصلاح القطاع العام "وهو يعرف ان فتح هذا الملف سيفتح عليه "عش الدبابير"،  وتحسين اوضاع واحوال المواطن الاردني من خلال جذب الاستثمارات الاجنبية وتشجيع الاستثمار الداخلي وتطويرالحياة السياسية والبحث عن الحلول لملفي الفقر والبطالة الموجعين للاسرة الاردنية ، وهوأيضاً ورث ملفات مرهقة للوطن والمواطن، ومع ذلك اتكأ على الدعم الملكي وعلى قدراته وخاصة الحكمة والصبراللتان يتمتع بهما ، وبذلك يكون الرجل المحب والمضحي للوطن الذي رمى بنفسه الى حضن المتاعب قد "استحقها" كما يقال بالعامية ، فمن ارتضى ان يحمل الامانة حتى لو رمى بنفسه في لجة عميقة من المشاكل السياسية والمالية والاقتصادية والاجتماعية يكون كمن رمى بنفسه في قمرة قيادة سفينة تتعرض لامواج عاتية وصواعق قد تحرق كل شيء ومع ذلك حمل الامانة وصبرعلى كل ما واجهه في هذه الرحلة ذات المخاطر المتعددة ايمانا منه بأن الجلوس على حافة الوطن هو هروب وتقاعس عن الواجب الوطني .
 واذا  كان الاردن يتعايش مع الضباب في الاقليم الذي يلف بعض الملفات السياسية، وخاصة ما يتعلق "بالقضية الفلسطينية" التي هي أيضا تقع في مرمى الاعتداءات الصهيونية  اليومية ، وخناجرالدول التي تسعى لتصفيتها على حساب الشعبين "الاردني والفلسطيني"، فإنه داخليا يتعرض لضغوط الوضع المعاشي للانسان الاردني ، وبالتالي لابد للرئيس الخصاونة من فريق يجترح الحلول ان كان على صعيد الحالة الزراعية او الصناعية من خلال دعم المشاريع الصغيرة التي ثبت انها المشغل الاكبر للايدي العاملة ، وكذلك على صعيد وقف سياسة الجباية والتحول الى سياسة دعم الصادرات التي ستؤمن العملة الصعبة للخزينة ، ووقف نزيف الهدر المالي وخفض النفقات العامة في العديد من الوزارات والمؤسسات المستقلة " بعض منه ورد في خطة اصلاح القطاع العام "،اضافة للتوجه نحو تفويض الاراضي للشباب من خلال الجمعيات التعاونية لاستحداث الزراعة النوعية لبعض المنتوجات ، والمهم أيضا أن يتم محاصرة التهرب الضريبي الذي اخذ بالتوسع .
صحيح أن بعض الوزراء في الحكومة كانوا ولا يزالون يشكلون عبئا على الدكتور الخصاونة وحكومته، وصحيح ايضا أن الدكتور بشر قد حاول التخلص من بعضهم "وقد تخلص" الا ان بعضهم الاخر لا يزال يشكل قلقا للشعب وللخصاونة ، لكن الرئيس معني لنجاح جهوده ان يعمل على التخلص منهم ، فالاردني القلق على مستقبله ومستقبل اطفاله اوالفقير والعاطل عن العمل تواق إلى دولة مكتملة الأوصاف، او اقل منها بنسبة بسيطة  تؤمن له العيش الكريم والتعليم لاطفاله والصحة والسكن والامان الاجتماعي ، وهذا ممكن اذا كان هناك فريقا وزاريا يريد ان يرى وطنا ، لا ان يرى ما راكمت حسابته البنكية على حساب الوطن .
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences